أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
     
القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع

الأضابير

البيوتُ – الأضابير
البلادُ – الأضابير
الحروبُ – الأضابير
الكروشُ – الأضابير
النساءُ – الـ…
يبدأ الصبحُ..
تفتحُ أولَ إضبارةٍ
تحتسي شايها..
وتراقبُ خطوَ الأضابيرِ في الطرقاتِ
تراقبُ: باصَ [ الطفولةَِ ] يعبرُ جسرَ [ كهولتَِها ]
       الشجرَ [ الشرطةَ المورقين ] أمامَ البنايةِ [ راتبِها ]
تقاطعُ أحلامَها – في الرصيفِ المقابلِ – تنورةٌ مسرعة
صبغتها العيونُ المريبةُ، بالأحمرِ المشرئبِّ إلى الركبتين
خلسةً - سوف ترنو إلى ثوبها الأسودِ [ الانكسارِ الطويل أمام المرايا ]...
(مضى منذ عامٍ إلى الحربِ...
لكنه لمْ……)
تقلّبُ أوراقَها
الأضابير وهي تشيرُ لبعضِ الأضابيرِ، منفوخةِ البطنِ
تهبطُ سلّمَ أحلامِها
بالثيابِ العريضةِ، تعلكُ..
كانتْ تفكّرُ في طفلها البكرِ [ قائمةِ الكهرباء ]،
السريرِ الوحيدِ [العيون التي تتلمّظُ من حولها ] والأضابير……

الرقم: 377
المؤسسة العامة لـ…
الاسم : خديجة محمد

قربَ نافذةِ الغرفةِ الرطبة
الشمسُ تنكسرُ - الآن - بين الظلالِ السريعةِ، والشاي
حيثُ المذيعُ يغمّسُ بالحربِ كَعْكَ الصباحِ، وينشرُ فوقَ البناياتِ حبلَ غسيلِ المعاركِ،..
من فتحةٍ لصق بابِ المديرِ [ التواقيعِ ] تنسابُ فيروزَ، خضراءَ، ناعمةً، تصعدُ الدرجاتِ، بطاءً إلى ردهاتِ الأضابير
حيثُ المذيعُ
صباحَ التواقيعِ
قلتُ: صباحَ البنفسجِ، يا ثغرها بالحليبِ المطعّمِ
فالتفتَ الأسودُ المستفَزُّ: (إلى مَ سيبقى هناك، مسجّىً مع الريحِ…!؟
...............)
وانكسرَ الضوءُ، ثانيةً
بين ظلِّ المرايا، ودمعتها الغافية
……………………
.......
انتصفَ الظهرُ فوقَ الرفوفِ
المديرُ [ التواقيعُ ] غادرَ غرفتَهُ
والمذيعُ انطفا
غيرَ أنَّ [ الأضابيرَ ] ظلّتْ تلاحقُ قامتَهَ، والمسدسَ
  بين الممراتِ
يعبرُ توقَ البنفسجِ
والأسودَ المستفزَّ...
ويعبرني،
دونما كلْمةٍ
غير عطرٍ خفيفٍ
يذكّرهم بالعلاواتِ
قلتُ: يذكّرها بالذي لن يعودَ
وقلتُ: يذكّرني بالأضابيرِ
إنَّ الأضابيرَ: ثوبُ الحكومةِ، لا ذكريات..
                                    ولا قلب
إنَّ الأضابيرَ: لا تتذكّرُ وجهَ الموظف
إنَّ الأضابيرَ: نحنُ.........

25/10/1988 كركوك


القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع
 

البحث Google Custom Search