|
|
|
تبقى مساحة أل 100م2
رياض الغريب يحلم منذ أول قذيفة سقطت قربه شرق البصرة بقطعة أرض مساحتها تكفي لكي يقيم عليها منزلا لأحلامه المتواضعة ............. لنفترض أن مساحة تلك الأرض 100م2 غرفة واحدة لك وصالة للضيوف اعلق فيها صور الأصدقاء سعد جاسم عدنان الصائغ سلام الشيخ ركن الدين يونس وبقية الأصدقاء في المنافي وصورة لي وأنا اعد أطفالي الخمسة ولنفترض.. أن تلك الأرض في بلادنا التي نخرتها الحروب ولتكن مثلا في بابل حتى أرى الجنائن من السطح وأشم رائحة ا نانا في ليالي الصيف وعلى السطح ايضآ أمد يدي لشعرك وأغفو على وسادة من ريش حمامات بيضاء تراقبنا من قفص أضاءه القمر وأحكي لك كأي محب في الأرض ولنفترض أن كل هذا حدث ما لذي يمكن أن يتغير في الحياة ...............
شاعر بعد أربعين حربا على الرصيف المقابل لرصيف آخر يجلس أمام كومة كتب يحلم ببيعها ليكمل ثمن عشاء الليلة لنفترض أن ولده الخامس مريض ولنفترض ايضآ أن أجرة أتفه طبيب 3000 دينارا ولنقل أن كتاب الكامل في التاريخ يمكن أن يشتريه احدهم ب 1500 دينارا هل يحق له أن يحلم مثلما كان في شرق البصرة بمنزل لأحلامه السخيفة أم ينتظر أن يشتري أحدهم معطفه ليكمل أجرة الطبيب ولنفترض الكتاب لن يمر احد عليه والمعطف الأسود كره الناس لونه وانه عاد إلى الرصيف المقابل ما لذي يحدث للحياة لو مرت دبابة صديقة تدهسه مثلما دهست البلاد هل يتغير وجه الحياة ........................
لنفترض بأن هذا الشاعر أنا وليكن اسمي الحقيقي رياض الغريب وأصدقائي فقراء شعراء أكثر حزنا مني هل يحق لي أن اعلق صورهم على الحائط في غرفة الضيوف ربما ستبقى صورهم وأبقى أنا خارج النص وتبقى مساحة ال100م2 عصية أمام اندفاعي أمام طموحاتي الجامحة!!!!!
موقع "عراقيون" - مختارات من الشعر العراقي 26/9/2004
|
|
|
|
|
|
|