إلى تأبط منفى عدنان الصائغ لكَ العتبى قالَ إذ استلقى تحت الشجرِ يراقبُ ظلمات تزحفُ تعقبها ظلمات حطَّ الطيرُ على غصنِ الشمسِ وراحَ يصيحُ : لك العتبى لك ظلّ ماتَ ولي ظلمات تمشي في النورِ ونور يمشي في الظلماتِ لذلك عذتُ بوجهكَ من حجرٍ شجَّ جبينَ الضوءِ بباديةِ الضوءِ ومن وطنٍ تأكلهُ الحسراتُ ظلمات باردة الدم ومن فوق الظلمات أرى ظلمات ظلمات تصفرُ ليلاً بسماءٍ ملأى بنجومٍ أكسدها قمرٌ زنخٌ في التيهِ لذلك عذتُ بوجهكَ من أفقٍ ضاقَ بسبعِ سماواتٍ من ظلمات فضيقنا الواسع من حدق البلوى سرنا بمناكبها نتلمسُ زفرات الموتى المحفوظة في طيات حموضة أكياس الخبز نعلّقُ خيطاً من ظلمات متكلسةٍ تغمرها ظلمات أخرجْ منها فخرجتُ تأبطْ منفى فتأبطتُ ببادية (الطائف) وجهَ الله تعقبني جندٌ ذات ضياع في صحراء الربع الخالي العينين وذات شتات ظلمات يابسة خانقة الظلمات لكَ العتبى
صحيفة الزمان – لندن ع 10 – 19/2/1998
|