|
|
|
ما تبقى من رغيف المهاجر
إلى عدنان الصائغ السماءُ شراعٌ من الأدعيةْ فأقيموا بلاداً لصوتي.. ولا تزرعوا غيرَ صفصافةٍ الشعرِ في فلوات المساء وهل بعد روحي من قريةٍ تستحم بأفلاكها الأغنياتْ رمادي ينهضُ من نومهِ.... غير مكترث للعراء الذي يضربُ القافلةْ كلّ ما بين هذا النهار، وبيني لسان أقشّرهُ من حياءِ الأنوثةِ... ثم أنظّفُ حنجرتي من بقايا الرصاصْ قد أجفّفُ قلبي في دفترِ الحربِ أهديه لامرأة ليس يدركها زمني وأغني لاطردَ عن بابي الشعراء الأليفين جداً.... .... وأستلّ من وحشتي وطناً للبكاءْ ربما مرَّ في خاطر الخيل أني سأهجر هذا البلدْ ربما ملتُ عن خيمةٍ فتوهمت ظلاً بظلِّ الوتدْ ربما لمْ أجدْ ما وجدْ ربما لمْ أردْ ما وردْ ربما عشعشتْ في الكلامِ لعلَّ وقدْ....! هل تريدون أن نركلَ الغيمَ.... حتى يقرّ بأن الجرار، بلاد المياه التي فارقتها علانية البحر؟ سوف يطيبُ لبعض الحواة التحدث عن جنة في جيوب الأفاعي وعن وطن صالح للحنين لكم علمتنا المتاريس أن نحتفي باغتياب أصابعنا حين ندخلها في جيوب السراويل علمنا الحبُّ كيف نؤثّث أحزاننا بالركونِ إلى زيجة عاطلةْ لمْ نجدْ سلما لاعتلاءِ الرغيف وعلمنا الجوع كيف استدار الفضاء رغيفاً ومرَّ على جوعنا يزرع الغيم في قامة الريح والقمح بين خطوط يديه منذ مرتين كنتُ أحدّثُ عاشقتي... عن شقاء المناديل في يدها واشتعال اليواقيت في شفتي فارتدتني نشيداً.... أعدّ لها ما استطعن من الحب وهي تنزه أحلامها في شوارع أوردتي وتقاسمني صرة الموت.... رائحة فظة في قميصي وتحصي الممرات بين دمي والرصيف فنركض .... نركض ثم نفيء إلى نخلة... مما تبقى من المدن المشتهاة أنام فتحصي رموشي وأحصي الدماء التي صهلت كي أقيس القبائل في صولجان الشجرْ غربة من حجرْ والذي انسلَّ من صوته ليموء كان أول من حنَّ فاندسَّ في حبيب قاتله ليعود هي الأرض قافلة من طفولاتنا وجهات مبقعة بالحنين تنادم وجه الغريب.، .. فيصرخ من فزعٍ غفلة الحب تسبيحة العاشقين بأوطانهم فامنح الصوت تعويذة كي يقول أعني سمة.... كي أكونْ
(*) نشرت في صحيفة "الشعب" الأردنية( الخميس الثقافي) 27/12/1993
|
|
|
|
|
|
|