أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 

سأعيد ترتيب الحروب

إلى عدنان الصائغ

لا شئ عندي..
خذْ دمي, هذا, تلهّى فيه
خذْ بعض الأصابع, تلك, كالسيجار دخّنْها
خذْ راحتي تسليك, أن وجدتْ,
وخلّ الجوعَ يسليني
خذْ كلَّ ما تحتاجه من آية الكرسيّ
من صوم الشجيرات المساقة بالحديد إلى الصلاة على محمّد
خذ أغنياتي.. أنني ما عدتُ أطربُ
صار عندي اللحن شرخاً في رياح الذكرياتْ
قد صارت الكلماتُ كالشعراء حين يفلسفون..
فيصعدون ويهبطون, فلا همو جاؤوا ولا نحن انتظرنا
خذ أضلعي.. سوّر بها تأريخك المملوءَ غيضاً..,
خذ جراحي.. ضع بها صدأ الحماقةِ, خذ يدي
علّقْ بها الناقوس في أعلى المدينة
كي تستريح قوافلي وأُريح رأسي الثملَ
حتى لم يعدْ.. في فوهات الآه صوتٌ
خذ ما لديّ.. أنا المعبّأ بالشعارات..,
المعلّقُ في مدار الاحتمالات, المطوّقُ بالرقى
خذ رايتي.. فلطالما رفرفتُ فيها ما أحبُّ من القصائد
كانت (وما طال) القرار.. ونشوةُ "الواحرّ قلباه" الحريقْ
والشاعران هما الزمانْ
خذ أدمعي بعْها لبائعة الجسد
لا فرق فيما بيننا نحن الكسالى
ولطالما أعلنت أن الانبطاح.. بقاؤنا
قمنا.. فدقّ الرأسَ سقفُ الانتظار
قال انتظر.., يا سيدي أنا ها هنا مترسبٌ
هذي يدي عند الجبين.. تحجرتْ
ومدارُ أقدامي توقّّفَ عند زاوية قتيلة
هذا أنا يا صاحبي.. من ألف عام واقفٌ
في نفس هذا الطوق, في نفس المكان السرمدي
مرّت عليّ الخيلُ, شلّت أدمعي الكدماتُ..
صار الحبّ عندي أن أرى وجهي بمرآة المدى.. قمرا
فأقول يا قمري الذي خرقوك.. لا ماءً لديك ولا يدا
إلا المدى.. والجاذبية للسدى!
أعطاك خبزاً.. أيها القمر الجميلُ.. وقال: كُلْ
كُلْ ما تشاء وأنت لا كفاً لديك ولا فماً
كُل ما تشاءُ.. فهذه الخيراتُ لكْ, والملك لكْ, لبيك لا دنياء لكْ
لا شئ عندي.. انني الرجلُ الذي الأشياءُ ملكي
كلّ ما في الأرض لي.. لكنني من غير فمْ
يأتونني بالطيّبات..
أقول يا يد غامري.. وأقول يا فمُ قمْ لها
فأمدّ عيني, يا لها من نظرةٍ نسجتْ دموعي عتمةً فوق العيونْ
لا شئ عندي..
غير هذا الثوب يشعرني بسخفي
ما ضرّ لو اني انطلقتُ بدونه
مَنْ قال ان الآدمية بالثيابْ؟
سحقاً لثوبٍ تحته الدمُ والخطيئة والعذابْ
لا شئ عندي.. غير أنقاض أحاول رفعها
منها شعرتُ بأنني لا شئ.. كالنسيانِ
ما زلتُ أسألُ والسؤال يثيرني
لأجرّ نفسي في بقاع ضلّ فيها المهتدون
سأعيد ترتيب الحقيقة, سوف أفتح في يدي..
باباً ليخرج منه أعدائي, ونافذةً تطلّ على الصحاب
سأعيد ترتيب الحروبِ وأنبش التاريخ, أقلبُ صفحةً أخرى
وأزرعُ في المدائن ألف (داحس), أكسر الأقفال, لي تبدو البسوس
وخلفها جيشٌ من الشعراء والأمراء.. كلٌّ في ثياب المعركة!
ويجيء من بيني الحسينُ.. بلا يدين
ويجيء سربٌ من رجال حائرين
الجوّ أضحى غيمة.. قالوا ستمطرُ.. قلت: لا
قالوا ستمضي.. قلت: لا, قالوا ستأخذها السماء فقلت: لا
وضحكتُ قالوا ما لديك..
ما رأيكم لو أنها مطرت نساءً
وتوقفت كل المشاعر, دار في لون الوجوه تبسّمٌ
بردت جحيم الانفجار.. ورنّ صوتٌ في أخير القاعةِ
هو ذاك آدم كان فينا يبصقُ اللعنات, وزع بيننا ميراثهُ
كان المهمُّ لديه حوّاء التي سلبته ظله
حوّاء تنزلنا إلى ما لا نريدُ..
وها هو الرجل الضرير أحاط نفسه بالصبايا ثمّ قالْ
سأمدّ عكازي وأحرق ما أشاء ومَنْ أشاء
لا شئ عندي هاك ذاكرتي كتاباً
هاك أحزاني تنزّ حماقةً..
ما عدت منها أستطيع الصبرَ إلا فوق قبر
فتشتُ عن أجلي وغبتُ مع الهباء
فضاع مني ما أتيتُ لأجله..
ستطير من تحتي الرؤوسْ
وتفرّ من بيني خطايَ.. أنا الوحيدُ هناك كنتُ
أنا الوحيد بقيتُ في أرض العدو..
فأرى سيوفي كلها مغموسة بدمي
هذا فلان سمعت عنه, وذاك أيضاً
قد سمعت كلامه..
حاولتُ نسيان المكان فطفتُ أبحث عن زمانْ
ورجعتُُ وحدي في يدي آلامي
أمشي وأنثرها على.. أيامي


 
البحث Google Custom Search