|
|
|
عدنان الصائغ يا هذا المبهورُ بحلمٍ أبيضَ يمرُّ على الروحِ نسمةَ آيار وحشيّ الوهلاتِ فيضيءُ عروقَكَ بالنورِ الأزرقِ ويبلّ رموشَكَ بالندِّ ولكن يا عدنانُ لن يأتيكَ الحلمُ كما هيأتَ لليلكَ، وهل نبّأك العّرافُ الكوفيُ بسرّ (القادمِ) وأنتَ رضيعٌ، أمس رأيت على رمْحِ الرعدِ رأسَ العرّاف قرأتُ على بقعةِ حبر ممتزجٍ بالدم اليابس، آلافَ الكلماتِ الممنوعةِ من صرف السّوقة، فقلتُ سلاماً للماء المخبوء بنهدي كاهنةٍ افريقية سلاماً للحلم، الغادَرَ عصراً لا يحلمُ فيه الشعراء ما بين وريدكَ والنصلِ المنقوعِ بحبر الروحٍ سراطٌ يتهجأ عمراً يكدحُ في الليلِ الوثنيّ ويغفو عند الفجرِ بلونِ الفيروز ألا.. بُعْداً للحلم الأبيض ضيّعَ قافلةَ الشهواتِ وسوّفَ أشعار المشّائين.... حلمٌ أبيضُ موسيقى لونٌ يطلعُ من نون، حمامة نار بدّدها الزيتون، ملائكةٌ من عُري حجرّيٍ في الوحل يغيبون وهما ثنتان: ان تغرقَ في رملِ حتى الأذنين أو أن تمحوَ درْبَ التبانةِ عن سبعِ سماواتٍ من قطنٍ مندوفٍ يملأ قاراتِ الأين سَفَرٌ في سَفَرٍ فردوسُ هنيهاتٍ يغنمُها العشّاقُ المنبوذون تعالى الحزنُ على شطآن الخيبةِ مثْل دخانٍ يصّاعدُ صوبَ جذورِ تتفتّتُ بالنملِ الأبيضِ فلتقرأ اني في خاتمةِ الفصلِ رأيتُ رؤوساً تغلي في قدْرٍ، يكبُر يكبر.. حتى يطفو دهنُ العينينِ على الماءِ الفاتِر وامسّ شميم الشَّعْرِ المحروق تمهّل لا تبدأ طقْس هتيكتكَ العشرين فثمةَ مليونُ غُرابٍ مغتالٍ كي تحلمَ أن الليلَ نهارٌ والقحلَ ثمارٌ أمس رأيتكَ.. لكنَّ البَرد اجتاح معّراتِ الحمقِ النجفِى فنسيتُ قصيدةَ أرملةٍ داهمها الطلق.. أرملةٍ ببهاءْ تدعى الزرقاءْ
من ديوان " سنابل بابل" عبد الإله الصائغ – دار الشروق – عمان/ 1997
|
|
|
|
|
|
|