|
|
|
نخيلُ الغربة
إلى الشاعر الصديق عدنان الصائغ أقمنا على شاطيء البحرِ مملكةً للجمالِ وَضَعنا على مفرقِ العُشبِ تاجَ القصيدةِ في جُزُر نائياتٍ زرعنا ممالك للرغباتِ لأحلامنا البكرِ ، إن كبرَتْ كبرتْ نارُ غُرْبتنا ، قُلتَ: نوقدُ نارَ الضيفِ نُوزِّعُ أسماءَ آمالنا وحبيباتنا وتواريخنا وقُرانا على مُدُنٍ نتوهَّمها وبيوتٍ تعانقُ آصرة الموجِ قُلتُ: افتتحْ طُرقاً للإيابِ فليسَ لنا رحِمٌ تحتَ هذي السماءْ.. وليسَ، لنا، ماؤها وخُراجُ هطولاتِها أنتَ تطعمُ منفاكَ خبزَ المنى وحليبَ الرواياتِ تمنحُ منفاكَ مهداً من الشعرِ توقِظُ تنويمةً وحناناً قديماً لِتَغفوَ أنتَ ويصحو البكاءْ.. تأبَّطتَ منفى * تأبَّطتُ كَنْزا.. تأبَّطتَ حِرزا وقلبي تأبَّطَ جُرحاً قديماً إذا لامَسَتْهُ خيولَ الكلامِ القديمِ - وذاكرةُ العينِ ترسمُ وجهَ الحبيبةِ – فَزّا.. تأبَّطتَ بحراً غريباً وجُرْفَ نوارسَ عائدةٍ، وتأبَّطتَ نزفا تأبَّطتَ موجاً حزيناً فَناراً ينوءُ بِعُزلتِهِ كالشتاءْ.. هناكَ البواخرُ تأتي وتمضي مُحمَّلةً بنخيلٍ غريبٍ يُظلِّل وجهَ القصيدةِ يُخفي معالِمَ دمعٍ جديدٍ على وَجْنةِ الريحِ كنتَ تقيم الموانيءَ تُشعلُ نارَ فناراتِها ومصابيحَ فِتْنتِها للإيابِ افتتِحْ طُرُقاً ليتَ تلكَ البواخرُ تحملُ غيرَ المزيدِ من النفي والغرباءِ افتَتِحْ للعذاباتِ ماء..
ستوكهولم 4/8/ 2001
(*) إشارة إلى مجموعة عدنان الصائغ الشعرية " تأبط منفى".. (*) نشرت في صحيفة القدس العربي – لندن 27 – 8 – 2001
|
|
|
|
|
|
|