أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
إذا كان الحبُّ – الايروسي هو وسيلة المفكر الخلاق أو الفيلسوف إلى اقتناص الجمال والاستحواذ على طاقات الوهم والخيال وتمثلها وإدراكها صياغات وتحققات لغوية، فأن هذا الحب لدى عدنان الصائغ أضحى قوة الدفع الجوهرية التي تنطوي عليها طاقة الخلق والإبداع الشعريين في تشكيل الماحول وإعادة تشكيله بما ينزع به إلى سماوات حلم لا ينفك يطال مخيلة الشاعر ويشترط عليها تجاوز الذات والتلقائية في الغناء إلى حين استيعاب الثنائية وتشرّبها بنية في الخلق الشعري ومن ثم اقتناص كليات الوجود واطرادها الموضوعي في سيرورة الصير التي لن تجد لتعيناتها لحظة فتستقر عندها كينونة ثابتة.

"أيها الأقحوانُ البخيل
أيها الورقُ الكاذبُ – الجمرُ متقداً بين كفي
وعشب الحديقة أندى"

أجل.. هاهي طاقة الخلق محمومة بين يدي شاعرنا.. متمردة على اللغة وتعيناتها الكتابية.. والفكر وطبيعته الذاتية.. نازعة به إلى لا مكان ولا زمان ثابتين في حمى الخلق. من هنا كان وجع الذات المتمردة فيما تفرض عليها الأعيان الثابتة من حصارات مادية وروحية تضيق بها طاقة الخلق لدى الشاعر التي تستغرقها أحلام التغيير والاشرئباب إلى السماء.
ومن هنا أيضاً.. كان هذا النضج الشعري الذي يتفجر بشواظ نار مقدسة وقوى روحية متمردة تهيم محمومة في سماوات الإبداع.. مضاهية إرادة الخلق الكونية الأولى في نزوعها الأبدي إلى تشكيل وإعادة تشكيل طينة الخلق البدئية بما تهيئوه لها اندفاعتها الحيوية في فضاءات الوجود الإنساني الذي لا ينفك يرفض انتسابه إلى طينة آدم.. ويتمرد على استقراره عندها عيناً ثابتة.
تلك هي شعرية هذا الأثر الجميل.. وجوهر نزعته المتمردة التي استغرقها الحلم وتشربتها قوة الخلق.. لتنطلق هاجسة لنا بعشقها وايروسها ووجعها، بحميمية وود.

"أيها القلبُ
   يا صاحبي في الحماقاتِ
     يا جرحَ عمري المديدْ
أنت بادلتني الحلمَ – بالوهمِ
ثم..
      انحنيتَ..
ترتّقُ ظلّكَ في الطرقاتِ
أنتَ أوصلتني للخرابِ
وسمّيتهُ وطناً"

محمد مبارك
20/10/1995
 
البحث Google Custom Search