للشاعر العراقي المعروف عدنان الصائغ صدرت مختارات شعرية بعنوان (صراخ بحجم وطن) وقد ألحق بها (إضاءات) هي مجموعة آراء حول شعره من أسماء كثيرة لنقاد وشعراء وكتاب قصة ورواية وصحفيين ومستعربين.
وكلها تؤكد على أن تجربة هذا الشاعر قد حظيت بالاهتمام الكبير منذ بداياته, حيث لفتت قصائده الأنظار وأصبح من أبرز شعراء الثمانينات.
صدرت له من قبل عدة أعمال شعرية منها:
تحت سماء غريبة(1994), تكوينات (1996), غيمة الصمغ (1993), سماء في خوذة (1988), العصافير لا تحب الرصاص (1986), انتظريني تحت نصب الحرية (1984), مرايا لشعرها الطويل (1992), نشيد أوروك (1996), كما أن شعره مترجم إلى عدد من اللغات وهو حاصل على جائزة هيلمان هاميت العالمية للابداع وحرية التعبير عام 1996 وكذلك على جائزة الشعر العالمية في روتردام عام 1997.
ومن هنا تكتسب مختاراته التي اختار لها عنوان "صراخ بحجم وطن" أهمية خاصة لكونها منتقاة من قبله – كما يبدو لنا – من عدد من مجاميعه المعروفة.
من قصائده القصار هذه نماذج:

1.  رسام:
قبل أن يكمل رسم القفص
فرّ العصفور من اللوحة

2.  خطوط:
أنت تمضي أيها المستقيم
دون أن تلتفت
لجمال التعرجات على الورق
أنت تملك الوصول
وأنا أملك السعة

3.  غيمة:
رسم بلاداً
على شرشف الطاولة
وملأها بالبيوت المضيئة والجسور والأشجار والقطط
قطع تذكرة
وسافر إليها
محملاً بحقائبه وأطفاله
لكن رجال الكمارك
أيقظوه عند الحدود
فرأى نادل البار
يهزه بعنف:
إلى أين تهرب بأحلامك
ولم تدفع فاتورة الحساب؟

قال عنه على غلاف الديوان الأخير القاص والروائي العراقي ابراهيم أحمد وضمن كلمة مكثفة عن شخصه وعالمه الشعري: (من يعرف الشاعر عن قرب يجده منهمكاً بشعره غارقاً في لجته إذ موجات الشعر الصافية لا تطهر ذات الشاعر فقط بل تطهر زماننا أيضاً, وإذا كان الشاعر في العالم اليوم يجد وجهه يتقافز يتقافز على شاشات القنوات الفضائية محاطاً بالنجوم والنساء, فان الشاعر العراقي يجد نفسه محظوظاً إذا وقف أمام المرآة صباحاً ليحلق ذقنه ويجد رأسه ما زال شامخاً بين كتفيه).
ونقول: إن عدنان الصائغ يمثل إحدى ذرى القصيدة العربية الشابة المتوهجة بحرارة الموضوع ومهارة الكتابة الشعرية وهذا ما لم يتوفر ألا لدى قلة من شعراء العربية رغم كثرتهم وادعاءاتهم.
يقع الديوان في 90 صفحة من القطع المتوسط وهو من منشورات دار المنفى السويد 1998.