أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
تفتح الشاعر عدنان الصائغ في زمن هرست فيه وطنه العراق الحروب والإعدامات وسياط الذل والدمار.
وأن يتفتح الشاعر في زمن التلوث والخراب هو أن يغني الطير في الغابة المحترقة وتزهر الشجرة بين الجثث والوحل.
وعندما أقتيد عدنان إلى الجندية، وجد ظلاً في حظيرة للماشية قريباً من الحدود ستعملتْ مخزناً حربياً. فجلس هناك باسطاً أوراقه على صناديق المتفجرات يقرأ من النافذة الضيقة ما يتفجر في سماء الوطن من بروق وشظايا. محاولاً أن يجد فيها أجوبة على أسئلة الوجود الملحّة. ولكن عبثاً فهموم الطغاة هي غير نبض الحياة وآمالها العظيمة!
كانوا يريدون تحويل الوطن كله إلى حظيرة للماشية. وكان الشعراء قبل غيرهم يدركون هذه المكيدة الرهيبة. فكانوا قبل غيرهم أيضاً يحترقون بنار الواقع أو نار الكلمات.
ومضتْ خطاهُ إلى طريق المنفى. ربما يجد واحه تزهر بعرق من يقطع الهجير الطويل. ويراوغ أفاعي الرمال ليمنح من حوله نسغ روحه ونغماتها وهي تذوب.. كما سيجد أيضاً لظى الشك والصدود، المنبعث بحسن نية ثاره وبسوئها تارة أخرى، بينما حطب الماضي ودخانه هو من غرسنا جميعاً.
من يعرف الشاعر عن قرب يجده منهمكاً بشعره غارقاً في لجته، إذ موجات الشعر الصافية لا تطهر ذات الشاعر فقط بل تطهر زمنه أيضاً.
وإذ كان الشاعر في العالم اليوم يجد وجهه يتقافز على شاشات القنوات الفضائية محاطاً بالنجوم والنساء، فأن الشاعر العراقي يجد نفسه محظوظاً إذا وقف أمام المرآة. صباحاً ليحلق ذقنه ويجد رأسه ما زال شامخاً بين كتفيه.

إبراهيم أحمد
ايدفالا- السويد


(*) كلمة القاص والروائي إبراهيم أحمد على الغلاف الأخير لديوان الصائغ "صراخ بحجم وطن"- منشوات دار المنفى – السويد 1998
 
البحث Google Custom Search