"يمكن ملاحظة الموضوعتين التوأمين، المتمثلتين في البكاء على فراق الوطن و في الإحساس بالانتماء إليه، في عدد من هذه القصائد المختارة. و يصدق هذا القول على وجه الخصوص في حالتي الشاعر السماوي الذي هاجر مؤخرا إلى استراليا، و الشاعر الصايغ الذي هاجر إلى السويد. فكلاهما يندب بألم مبرح فراق الوطن و يناغي أحلام العودة المراوغة. و كلاهما يسرد بإيجاز ذكرياته السعيدة و كذلك الوقت العصيب الذي يمر به الوطن تحت وطأة نظام تعسفي قمعي. و سواء تغنى المنفيون العراقيون بذكرياتهم السعيدة أو بكوا محنة وطنهم الراهنة و ظروفه العسيرة، فإنهم، كما يبدو، استسلموا لحقيقة مرة و هي أن لا خيار لديهم : إنهم لا مفر لهم من وطن يلاحقهم أينما ذهبوا و يسكن عقولهم و قلوبهم حيثما حلوا."
(*) من مقال للدكتور صالح جواد الطعمة بعنوان "الشعراء العراقيون في المنفى الغربي"، ترجمه إلى العربية علي القاسمي، - الملحق الثقافي لصحيفة "اليوم" المغربية 2003
|