أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
أطول قصيدة في الشعر العربي

عدنان الصائغ في "نشيد أوروك"

ياسين النصير

"أشنق نفسي بخيط ضياء نحيل
تحدّر من جسر باب المعظم
مرتعشاً
ستقاطعه المركبات
خسرنا البلاد, خسرنا الأغاني
ورحنا نجوب المنافي البعيدة
نستجدي العابرين
ولي في الرصافة نخل وأهل
ولكنهم ضيعوا
في الهتافات
صوت المغني
وعبود يرنو لصوت المحقق
وهو يلملم أقواله الذابلة.."

مقطع من "نشيد اوروك" قصيدة الشاعر عدنان الصائغ التي اعتبرت أطول قصيدة في الشعر العربي، والتي صدرت في بيروت أخيراً في كتاب يحمل الاسم ذاته.
الشاعر نفسه وصفها في حديث اذاعي الشهر الماضي بأنها "اختصار للمأساة التي عاشتها بلاد ما بين النهرين، وما مر بها من طغاة وحضارات وحروب.. حاولتُ أن أجعل بناءها ملحمياً لكي تستوعب الأحداث المهولة التي يحفل بها تاريخ وادي الرافدين.. إنها سيرة ذاتية للوطن، فيها طبعاً الكثير من سيرة الشاعر وسيرة المدينة والأصدقاء والحرب والمنفى.. في مجموعها تشكل صرخة احتجاج على ما يحدث من دمار وخراب في بلادنا.."
وأعتبر أن "النشيد" تعبير ليس فقط عن الوجع العراقي، بل وعن الوجع العربي والوجع العالمي، انه سيرة الإنسان المكدود والمحدود بين اللقمة والطلقة، أينما كان".
وكان الشاعر أنجز القصيدة في بيروت مؤخراً، بعد اثنتي عشرة سنة – حسب قوله – من مباشرته كتابتها، وكان وقتذاك في منطقة جوارته بمحافظة السليمانية، وقد صدر له في السنة نفسها 1984، أول دواوينه الشعرية: "انتظريني تحت نصب الحرية".
وفي السنوات التالية، أصدر 6 دواوين أخرى: "أغنيات على جسر الكوفة"، "العصافير لا تحب الرصاص"، "سماء في خوذة"، "مرايا لشعرها الطويل"، "غيمة الصمغ"، "تحت سماء غريبة".
وعَوْدٌ إلى أجواء "نشيد اوروك":

"يطير الرصاص
يطير الحمام
تطير الدروب
أخبئ طفلي ورائي
وأركض أركض في شهقات المدينة
تندفع اللافتات
أرى أفقاً من توابيت حمراء
يحجبها الغيم والطلقات
تُخيّم فوق سماء العراق
فأفزع
أتبع خيط الدم
المتقطع من أول السبي
هل أرشد الشهداء
إلى نخلنا
وأقول استريحوا هنا
ريثما تُقبل النادبات
انهمكن بخزن الطحين لعام الحصار
نودع أكبادنا إذ نودع أولادنا
ثم نرحل في التيه
نطوي المفازات
نطوي الشجى والفلا والشجون
وننسلُّ في حلك الليل
تحت قميص الغمام الممزق
زوّادتي حفنةٌ من تراب
وحين تضل بنا الأرض أهمسُ:
لا تقلقوا, اتجهوا صوب قلبي
فقلبيَ لا يخطئُ الأرضَ
مهما يموّهها العشبُ والقطعات
أكنت أخاف وضوح النهار
ليكشف لي وجه قاتلنا في المرايا
ينظف أسنانه من بقاياي
لكن روحي مهيأة للطعان  
لأذهب أبعد في كرنفال المراثي".


(*) نشرت في صحيفة "طريق الشعب" 1997
 
البحث Google Custom Search