أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
ديوان للشعراء فقط لقيصر عفيف: حين يشبه الشاعر قصائده!

عبدالحق ميفراني
الرباط ـ القدس العربي

الشعر رؤي وأشكال ، يعيش مع اللامنتهي واللامحدود أدونيس
ماذا تقدم لنا نصوص شبيهة بالمذكرات شخصية جدا حميمية وصف لحالة شخصية في المقابل هي أوجه لغة مرضية شبيهة بالحياة ..تهدم وتبني، هي تعبير عن وعي لغوي للإنسان والكائنات .
هذه إشارات الدخول لديوان للشعراء فقط للمبدع قيصر عفيف أراده مرآة خالصة للذات ذات تعيش شرودها ومنفاها. لكنه شرود يغور عميقا في لعبة متسترة مع القرد ًَ.. ويتساءل الشاعر في قصيدته الشاعر والقرد:
يظن الشاعر أن القرد يشبهه ص3
وكأن الشاعر يرسم معالم نصه الشعري داخل علامات سيميائية، تحتفي بالإشارة ..إن لحظة العودة مطية واضحة علي رغبة الشاعر في إعادة كتابة نص شعري يتخلص من واقعه النظري بما هو حامل للرؤي وشعرية القول .
نصوص ديوان للشعراء فقط تبني عزلتها الديمقراطية في البوح الأول وكأنه اعتراف خصوصية ولا نستطيع هنا الدفع بتلك الرغبة في الاحتراس من أي قراءة قد تدفع بنصوص الديوان إلي الإقصاء.
فالشاعر درويش الشعر تسكنه القصائد ص 12
يهرب من التاريخ ليلتجأ الي الكتابة
هذا الفعل اللجوء الشعري يتم دون مراسيم الأعراف ولا حتي وصايا المدرسية العادية أمام لجوء شاعر مغامر يعترف:
لا يختلط القديم مع الجديد
لكل صوت لونه وطعمه
الالتصاق بالقدم غرق
وركوب الجديد خدعة
..........................
نغرق في التقاليد
ونغرق في خدع التقليد
ألا من مفر؟.
إن عنصر الإلغاء / الهدم يوازيه نفس ديني يتجرد من الرؤية الصوفية لكنه خادع مادام الشاعر يبحث في الأصل عن التجرد الكلي، إذ كيف ينجو من هذه اللغة يؤكد في قصيدته النجاة ص: 33
أوزع أكياسا معبأة بالشعر
موشاة بالحرية
لدا يظل الشاعر مسكونا بسؤال الفرادة فهو:
أنا الشاعر الملعون
أبحث عن فعل يخترق الزمان
أنا الشاعر المجنون
أنا المسحوق بالمأساة والمستحيل:ص51:
وتظل نصوص في صراعها الدائم مع سؤال الكتابة ما دامت باعتراف الشاعر فعل حياة. لكنه صراع لا ينتهي فحتي اللغة شرك وحصار وحين يشير الشاعر لسحرية القصيدة فلأنه الوحيد الذي وجد البيت، والوحيد الذي عرف أنه غار السعادة ص70.
إن حالة اللاستقرار التي يقدمها الشاعر قيصر عفيف في ديوانه للشعراء فقط هي ملمح عام يعري حقيقة سؤال المقاربات التي ظلت حبيسة رؤي نظرية لا تنصت بعمق للنصوص . أمام هذا المد اللامتناهي والخصب دون إطلاق معايير وتصنيفات تقدم سؤال الحاجة للقراءة .. ولعل الشاعر عدنان الصائغ كان محقا وهذا حقه الشعري في التساؤل ..
لكن في المقابل ماذا قدم المشهد النقدي العربي غير ثقافة الصمت وإعادة ترسيم واجترار لنفس المقولات.


(*) صحيفة "القدس العربي" – لندن 13/6/2003
 
البحث Google Custom Search