أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
استفتاء حول الوضع العراقي الراهن

موسى حوامدة
الأردن
26/3/2003

  • ارجو التكرم بابداء رأيكم فيما يجري الان في العراق ؟
    شعراء المنفى العراقيون هل اصبح الطريق الى بغداد اقرب ؟
    هل تحملون النظام العراقي وحده كل ما يجري الان ؟
    كيف تقيمون وقوف شعبكم الاسطوري في وجه الامريكان ؟

  • - الحيرة شاملة وشرسة، في وجدان كل عربي وعراقي حر ومستقل.. ليس بسبب اختلاط الوقائع والخنادق فحسب بل ولاختلاط التأويلات والتفسيرات التي لا ترحم هي الأخرى، لتنضاف إلى محنتنا محنة جديدة حين لا تجد من  يفهم مأساتك رغم مرور كل الكوارث.
    إنها الازدواجية المريرة التي أوقعتنا فيها سياسات حكامنا ومنظري ثقافاتنا.
    فهل أنت مع الحرب أو ضد الحرب؟
    سيواجهك المطبان القاتلان إذن:
    * إذا كنت ضد الحرب والخراب
    فأنت مع الدكتاتورية وصدام حسين!!.
    * وإذا كنت مع الحرب باعتبارها الفرصة النادرة والوحيدة للتخلص من الدكتاتورية فأنت إذاً مع طائرات ب 52 وجورج بوش وبلير!!.
    * إذا كنت مع الدفاعات العراقية والمقاومة فأنت مع آلة النظام العسكرية..
    * وإذا كنت مع تقدم قوات التحالف لتخليص شعبك من سلطة الدم فأنت معارض وخائن.
    فهل أنت ضد أو مع؟
    أم أنت ضد ومع في آن واحد؟
    أم أنت لا ضد ولا مع؟ وكيف تستطيع ذلك؟
    لقد أربكتني عيون الأسئلة المفتوحة أمام ضميري كحال الملايين من العراقيين المتناثرين في أصقاع المنافي وداخل أسوار الوطن المنهوك.
    كم من صاروخ يسقط لنصل إلى رأس الدكتاتور..
    وكم من نفي وسجن وقمع ومشنقة نتحمل ليتأكد العالم من معاناتنا وقهرنا.
    في البدء أقول:
    الذي يحب الحرب إنسانٌ غير سوي أو تاجر حروب أو سمسار.
    وفي الوقت نفسه أقول:
    والذي يساند النظام إنسانٌ بلا ضمير ولا رحمة أو تاجر أو سمسار.
    وبين هذين الأمرين المريرين
    بين كرهي للنظام الدموي وبين مشاهد القصف الامريكي البريطاني يظل قلبي يعتصر ألماً وحزناً على وطني وأهلي.
    لقد عشت الحرب جندياً أكثر من 13 عاماً حين زجنا بها نظام لا يعرف الرحمة، نظام أهوج جر البلد إلى سلسة من الكوارث وسرق من شبابنا أجمل السنوات ومن وطننا أعظم الخيرات وبدد الكثير من الموارد طيشاً وغباءً.
    لقد خبرتُ الحرب منذ نعومة أحلامي وعرفتُ أهوالها في حربين شرستين، وها هي الثالثة أتابعها منفياً بعيداً عن وطني في أصقاع السويد، وروحي تعتصر ورأسي يكاد ينفجر.
    لماذا هذه الحروب المتواترة
    لماذا يا ربي.  ألا يكفي ما مر بنا من حروب وقمع وحصارات وسجون ودكتاتوريات مريعة..
    وما الذي يفعل عراقنا الأعزل ازاء كل هذا؟
    كيف يقاوم جيوش العالم "المتحضر" بطائراته وبوارجه ودباباته وكتائبه الزاحفة، لكن بدونها سيستمر كابوس النظام مخيماً على صدورنا. وهنا كيف يمكن لنا أن نقاوم سلطته الدموية التي بنت عرشها طيلة أكثر من 30 عاماً على الجثث والقنابل ورسخت نظامها بأجهزة الأمن والأمن الخاص والمخابرات والاستخبارات ولجان الإعدام ورجال الحزب والجيش الشعبي ومليشات فدائي صدام والخ والخ.. ومن سيناصرنا؟
    نعم.. أريد حرية وديمقراطية، ولكن ليس عن طريق دبابة أو فوق جثث شعبنا.
    نعم.. أريد وقف الحرب،  ولكن ليس ببقاء الدكتاتور الذي لا يقل ضرراً على شعبي من الحرب. أن لم يكن أكثر سوءاً.
    آهٍ.. يا عراقي الجميل والنبيل، يا بلد النهرين والشعر والشمس والزقورات والفراهيدي وجابر بن حيان وابراهيم النظّام وأبو حنيفة النعمان والحسين الشهيد وبشار بن برد وأبو العلاء المعري والمتنبي والرصافي والجواهري ونازك والسياب والبياتي والتكرلي وناظم الغزالي ويوسف عمر وصديقة الملاية وجواد سليم وضياء العزاوي وشاكر حسن آل سعيد وعلي الوردي وطه باقر و.. و.. وقائمة المبدعين تطول وتطول..
    واسأل ضمير العالم أليس هنالك من حل
    ألا يستطيع العراق أن يعيش بلا حروب ولا طغاة.
    أن ينمو ويتطور وينتج ويبدع وهو قادر وخلاق وولود.
    ألا يستطيع شعبي أن يكون ضد سياسة القمع
    وضد سياسة الحروب
    الحرب دمار
    والدكتاتورية دمار
    لا حل سوى كنس مخلفات الدكتاتورية إلى الأبد: فكراً ونظاماً وشعارات
    لا حل سوى الاستقلال من كل سيطرة خارجية.
    لا حل سوى الوعي
    لا حل سوى الحرية
    نعم.. تلك هي وحدها الحلول الناجعة القادرة على خلاصنا

     
    البحث Google Custom Search