أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
     
القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع

انكسارات حرف العين

- فصل ثاني -

في الطريقِ إلى الشهرةِ، في الطريقِ إلى بائعِ الخضراواتِ، في الطريق إلى الباصِ، في الطريق إلى قبوِ الأضابيرِ، في الطريق إلى القرنفلِ الأبيضِ، في الطريق إلى دبقِ المقهى، في الطريق إلى بورخس، في الطريق إلى شطرنجِ الوظيفةِ، في الطريق إلى قلبِ المهرجِ، في الطريقِ إلى بنكِ الندمِ، في الطريق إلى نافورة الدقائق، في الطريق إلى الارتباك اليومي أمام الهاتف، في الطريق إلى شباكِ الأميرةِ، في الطريق إلى الروحِ، ماراً بكلِّ خلجاتِ الكلماتِ وهي ترتعشُ - من أجلِ كلِّ هذا - وصولاً إلى نبعِ الشعرِ الصافي… ماراً - أيضاً - بباعةِ الصحفِ والحروبِ والطماطمِ، حتى المساء الأخير. أيها الشعرُ الصافي، أيها القلبُ الصافي، أيها العمرُ المقطّرُ على الورقِ، قطرةً قطرةً، أو دمعةً دمعةً، كغيمةٍ مثقوبةٍ… لا خلاصَ أو لا مناصَ من الإعترافِ أنك مطمورٌ حتى أذنيكَ تحت القشِّ… يكفي عودُ ثقابٍ واحد… لتفهمَ حدودَ رمادِكَ من هذا العالمِ… منتشراً على سطوحِ الفضيحةِ… ولمْ أنمْ، مشتعلاً فيكِ، أيتها الممنوعةُ حتى في الحلم، بينما تسيلُ أنوثتكِ على السريرِ الباردِ فتلحسها المرايا، المرايا وحدها تفهمُ أسرارَ الأنثى، أما الشاعرُ فلا يدركُ من مملكةِ النساءِ سوى الأسماءِ والدغلِ والنعناعِ. قريباً من النبعِ الصافي أو القصيدةِ الصافيةِ… ومن أجلِ بريقِ عينيها، في أقصى الليل، كان يطفيء آخرَ الشموعِ ويحلمُ - أو يكتبُ. وفي أقصى الليلِ، في بريدِ النجمِة، ثمة رسائل لمْ تصلْ إلي بعدُ… كانتْ ترتبكُ عندما تراني موغلاً في أدغالِ الحلمِ... تنادي: أيها الشاعرُ، اقتربْ...، اقتربْ،... أن صدري ضاجٌ بكَ وقدْ أثمرَ... كان لا بدّ لي - على الأقل - أن أهيمَ تحت النوافذِ، مأخوذاً ببصيصِ المصابيحِ الناعسةِ لكي أدركَ حرمانَ الساعةِ الثالثةِ، وأقول للشوارع: أن تتعقلَ، فلا تمضي بي إليكِ... أقول لصافراتِ الحرس: أنا شاعرٌ أرقٌ... اطمئنوا لن أتلصّصَ على أحلامِ العذراواتِ، ولن أكشفَ ما تحت وسائدهن من الدموعِ والرغباتِ... أقولُ لقلبي: كفى حماقات... الحماقاتُ وحدها التي ضيّعتْ حياتنا.. أما الأميرةُ فقد أطبقتْ جفنيها ونامتْ.. تاركةً لي كلَّ عواءِ الشوارعِ ولهاثِ الأشجارِ والحماقاتِ.. ماذا أفعلُ إذا كانتْ الأميرةُ لاتستطيعُ أن تتأخرَ عن موعدِ نومها؟.. ماذا أفعلُ إذا كان الحرّاسُ يقفون بين ريحِ قصائدي ونافذتها العالية، بين المرايا وشَعرها الطويل؟
ماذا أفعل..؟


القصيدة اللاحقة | القصيدة السابقة طباعة القصيدة | الرجوع الى اصدارات | الرجوع
 

البحث Google Custom Search