الثلاثون ثلاثين أطفأتَ… يا صاحبي وها أنتَ منكفيءٌ فوقَ طاولةٍ، آخرَ البارِ بين القصيدة,ِ والحزنِ ها أنتَ من دونِ بيتٍ تكدّسُ كتبَكَ تحتَ السريرِ وتحلمُ في بنطلونٍ جديدٍ وفجرٍ جديدٍ، بوسعِ مجاعاتِ عمرِكَ تحلمُ أنْ يتصدّرَ أسمُكَ بعضَ الجرائدِ أنْ تتسكّعَ تحتَ رذاذِ الصباحِ اللذيذِ معَ امرأةٍ أنْ تنامَ بدون ديونْ وها أنتَ بين الفنادقِ, والبردِ بين الليالي, ونافذةٍ كنتَ تحلمُ من خلف قضبانها, والزجاجِ المكسّرِ - كالأمنياتِ – ببيتٍ صغيرٍ، يسيّجهُ الشِعرُ والبرتقالُ ومكتبةٍ،… وصغارٍ، يضجّون في باحةِ البيتِ باللعبِ والزقزقاتِ ثلاثون مرّتْ فما ترتجي بعد هذا العناءِ الطويلِ أَلمْ تقتنعْ بعدُ أنَّ الأماني سرابٌ وأنَّ حياتَكَ… محضُ احتراقْ شمعةٌ تنطفي… إثرَ أخرى ……… ………… ………… ………… وأعرفُ أنَّ ثلاثين عاماً،... يمرُّ هو العمرُ… لكنني لا أبوحُ وما بعدهُ؟ غير أنْ تتوكّأَ عكّازةَ الشيبِ متجهاً… نحو قبرِكَ قبلَ الأوانْ
14 كانون الثاني 1985 - السليمانية
|