لماذا أنت صامتٌ..!؟ بـ ا س م كَ؛ يتفاوضُ الانبياءُ والرسلُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ يحكمُ الخلفاءُ والملوكُ والولاةُ والحكّامُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تُفصّلُ الشرائعُ والدساتيرُ والأحكامُ وأنتَ صامتٌ! باسمك؛ تُكتب الألواحُ والأسفارُ والسُورُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تُصدحُ المزاميرُ والتراتيلُ والأدعيةُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تُشادُ المعابدُ والكنائس والجوامعُ وأنتَ صامتٌ! باسمك؛ تُشعلُ الشموعُ والبخورُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تُقدمُ الأضاحي والنذورُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تُجبى الضرائبُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تُخاضُ الحروبُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تتصارعُ المِللُ والنِحَلُ والطوائفُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ يفسِّرون ويفتون أو يكفِّرون ويفخّخون.. أو يلطمون وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ يقْسِمُ الأدعياءُ وأنتَ صامتٌ! ويشكّك بك الملحدون وأنتَ صامتٌ! ويشتمكَ الغاضبون، ويكفرون بكَ وأنتَ صامتٌ! ويستغيثُ بك المرضى والغَرْثى والمنكوبون... وأنتَ صامتٌ! وتُنسب اليك الزلازلُ والمجاعاتُ والفيضاناتُ والجفافُ والأوبئةُ وأنتَ صامتٌ! .. والخَلْقُ والأرزاقُ والأمطارُ والحظوظُ وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ يُحرّمُ الغناءُ والخمورُ واللحوم وأنتَ صامتٌ! وتُحجّبُ النساءُ، وتُرْجَم وأنتَ صامتٌ! باسمكَ؛ تُوزّعُ الجنائنُ والحورُ العينُ والولدانُ المخلّدون وأنتَ صامتٌ! .. وتسّعرُ جهنم، وسِجِّيل، ويُسقى الزقّوم وأنتَ صامتٌ! صامتٌ صامـ.. صا.. صـ.. ... (*) ..
أتَخَيّلُك يا الهي؛ جالساً... - بصمتكَ الأزليِّ، على عرش جلالك المهيب - محرِّكاً بعصاك؛ المجراتِ والكائناتِ والأقدارَ والمصائرَ وأنتَ تمسّدُ لحيتَكَ الضوئيةَ، بتؤدّةٍ غيرَ ملتفتٍ لكلِّ ما ألّفناهُ، واخترعناهُ، وتخيلناهُ، وكتبناه، ورويناه، عنكَ - عبر آلافِ القرونِ والمجلداتِ والأممِ -... ساخراً من كلِّ هذا اللغوِ البشريِّ؛.. الذي لا يليقُ بهيولى إلهٍ مثلكَ... 13/4/2005 لندن ____________________ (*) ...مــــــــــــ[ــــــــــــاذا... لو كلّمتَ عبادك، يوماً، يا ربي لكنْ؛ كيف، بأي الكلمات ولغاتُ عبادكَ - سبحانكَ - تدري أو لا ندري؛ أشتاتْ تربو الآن على 6 آلافٍ، بلْ، وملايين اللهجاتْ ].
|