أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 

حيث يبكي الصفصاف الفضي

د. صلاح القصب

الاهداء إلى أصدقائي
الروح التي تبكي عدنان الصائغ وسنان المسلماني وعلي ناصر
غازي الذيبة، عبدالرزاق الربيعي..  لكم نهر من البكاء

(1)

كانت اللحظات لحظات رعب مليئة بالمشاعر الاكثر حدة من الرعب والتي لا اسم لها على الارض انتشرت اجنحة الموت السوداء انتشارا كبيرا في كل جهات الارض كانت روح الدمار تظهر سيطرتها ليس على سطح الارض المادي وحسب بل على تأملاتها واحلامها.

(2)

توقف الغناء واصبحت اصداؤه التي تتدحرج بعيدا بين الستائر السوداء المسدلة ضعيفة وغير واضحة وتلاشت اخيرا بين هذه الستائر التي ماتت فيها اصداء الغناء ظل جسد داكن لا شكل له. ظل اشبه بالظل الذي يمكن للقمر حيثما يكون منخفظا في السماء ان يرسمه لكن لم يكن ظل انسان ولا اي كائن آخر‚ ارتجف الصوت والظل بين الستائر بقي ظاهرا ومستقيما مبهما لا شكل له ولا دلالة.

(3)

ذعر وارتجاف بين الظلال وصوت الظل‚ لم يكن نبرة صوت شخص واحد بل حشد من الناس. وكان هذا الصوت وهو يتغير بين مقطع وآخر يسقط بغموض في آذاننا اشبه بالاصوات الاليفة المعروفة لآلاف الاصدقاء الذين ماتوا.

(4)

نوبات من الهوس والجنون كان يتذكرها جيدا لم يعرف في اية حالة عليه ان يقاوم هجماتها الغالبة كانت كل موجة متلاحقة من فكرة ترهقه برعب جديد.

(5)

يهزنا عنف الموت المحتدم في داخلنا‚ الصراع بين المحدد وغير المحدد‚ بين الجوهر والظل الساعات تدق وهذه هي دقة حزن العالم. الظلال تتغيب ورنينها يتناءى. انه يغيب ويتلاشى ومع هذا المزيد من القلق يجيء ايضا شوق محموم رهيب لانه مقلق وعسير الفهم.

(6)

راح يشير للظلال ان تتوقف لكن الظلال تمر دون ان تتوقف وتبهر بصره بأضوائها‚ يتكرر دوما الوضع نفسه الذي لم يستطع الافلات منه توجه الى ظل ما‚ ناداه. كلمه. صرخ. لكن احدا لم يسمعه.

(7)

اختفت الدروب في روح الانسان حتى قبل ان تختفي من المنظر لم يعد الانسان يرغب بالسير في الدروب واستخلاص المتعة من ذلك لم تعد حياته دربا ايضا بل طريقا خطاً يقوده من نقطة الى اخرى يقوده الى المجهول.

(8)

في عالم الدروب الجمال شي مستمر ومتغير دوما ويقول لنا عند كل خطوة توقف‚ مجنون انت اذا توقفت.

(9)

ارادت الظلال ان تصرخ ثم شعرت أنها لا تستطيع‚ شخص يبتسم ويمد يده ليصافحها. الظلال مشوشة إلى درجة أنها صافحته.

(10)

لم يعد يرى سوى الشيخوخة التي بدأت تدب إليه‚ سرعان ما اختفت هواجسه من الغرفة. اغمض عينيه. قرر ان تكون هذه الليلة آخر ليلة له‚ كانت توجد لمبة مطفأة على الدوام قرب سريره مد يده ليشعلها الا انها كانت ملجأ أمينا من العتمة.

(11)

دخلت الظلال إلى الفراغ. كان ذلك مثل ظهور ممثل يسحب الستار على المشهد لانه لا يوجد شيء بعده ولم يبق من كل العرض الذي تم نسيانه دمغة واحدة سوى هذه الصورة النهائية.

(12)

كانت روحه تتوتر في نار الحلم وهذياناته وتصدعه‚ الرؤى الأكثر هولا من هذه الأرض ارض الاحلام التي انطلق إليها سريعا.

(13)

روحه حتى هذه اللحظة ما تزال ترسل اشارات عن وجودها‚ فجاة توقفت هذه الاشارات والاطياف عن الظهور والأزهار غاصت في جذوع الشجر ولم تعد تظهر والألوان تلاشت ولم تعد الموسيقى كما كانت.

(14)

وا أسفاه في هذا الزمن الملعون (1) تحملك فوق الموج بعيدا عن الحب. صوت الشيخوخة ذات الألقاب والجريمة ووسادة تدنس بعيدا عني وبعيدا عن مناخنا الضبابي حيث يبكي الصفصاف الفضي

(15)

الدفوف (2)
الدفوف نذير الوحشة
ماثلة في عيون الميتين

8/4/2003


(1) قصيدة لادكار الن بو
(2) قصيدة للشاعر سنان المسلماني


(*) نشرت في صحيفة الوطن القطرية 9/4/2003


 
البحث Google Custom Search