يحمل البريد الى عيني اسبوعيا عشرات الرسائل ولا ابالغ اذا قلت مئات موزعة بين الفاكس والايميل ناهيك عن البريد التقليدي لذا يبقى الشكر في القلب والامتنان في الفؤاد خير اجابة وافضل رد.. ولكن هناك رسائل تحمل هماً جماعياً، وبعداً عاما يستحب ان تخرج الى ضوء الشمس، وبياض الورق على اعتبار انها لا تخص هذا الرجل او ذاك بل تشير الى ذاك الوجع وهذا التعب.
من صديقي القريب البعيد الشاعر العراقي العذب عدنان الصائغ.. هذا (الكائن القائم والنائم في السويد شعرا ونثرا وعيشا) وهذا الشاعر لمن لا يعرف صاحب عبارة رشيقة ومكثفة ومدججة بالمعنى انه بناية عراقية شعرية تشي بالجرح وتشف عما يخفيه الزمن القادم .. يقول هذا المتعب في اولى رسائله: (اخي احمد فرحت كثيرا بمقالتك) الفناء المر التي تضمنت بيتاً من قصيدتي (نشيد اوروك) افرحني ذلك كثيرا لانها نالت اهتمامك واشرت اليها دليلا على التواصل الرائع بين الكتاب والمثقفين في بلاد الله والمنافي، كأن النص جسرنا الذي يوصلنا ببعض في هذا (الزمن المقلوب) حيث تمشي القطيعة المرة مع الانسان في اكله واحلامه، واصدقائه وكتبه، واوطانه، ودموعه، كأن قدرنا ان نعيش العمر بالمقلوب والوطن بالمقلوب، والكتابة بالمقلوب... والكل يرى ذلك ويبتسم في المرآة لنفسه، ويواصل المشي والحوار دون ان يلتفت لرأسه الذي صار حذاء ولقدميه اللتين صارتا رأسين كل رأس يفكر على جهة!! هذه هي محنتنا الحقيقية يا اخي احمد وكل ما عدا ذلك ضرب في الهواء!!
الحداثة والعولمة والتفكيكية والبنيوية.. الخ.. ماذا نفعل بكل ذلك الثراء المعرفي!! اذا كانت اقدامنا تفكر بدلا من رؤوسنا .. هذه سفسطة قل او مداعبة او مشاكسة أثارتها زاويتك المعنونة بالزمن المقلوب ارجو ان تقبلها بداية معرفة وتواصلا ومحبة.
اكرر شكري العميق لك وآمل بالتواصل معك دائما واتمنى ان اطلع على مواضيعك السابقة ان امكن ذلك مع خالص المودة والتقدير.
اخوك عدنان الصائغ
السويد 19/5/1998م
اخي الرائع احمد..
الف شكر عن هذه الاضمامة الجميلة من المقالات التي اشاعت الدفء في صقيع منفاي، وعشت معها ساعات ممتعة حقا.. وقد مددت بيننا جسرا للتواصل الروحي فالكلمات هي اجمل الجسور في العالم واصدقها واقواها..
حقا انه زمن مقلوب هذا الذي نكتب فيه كلماتنا فتنقلب هي الاخرى وبالا علينا تشريدا ونفيا...!!!
اختيار معبّر للعنوان ولغة ضاجة بالحياة والدهشة والشعر.
ومحبتك وتشجيعك لن انساها ابدا.. انهما زادي في رحلة العذابات هذه وانا افتح نافذتي كل صباح واتذكر سحب الوطن البعيد ووجوه الاصدقاء فأزداد لوعة كم اربكتني كلماتك الحبيبة.. حقا كانت ملاذا.
عدنان الصائغ
السويد/ 28/4/1999م
يقول عدنان في مطلع رسالته بعد ان وصله ديوان كاتب هذه السطور:
سأكتب من رموز الجرح بعضا
وباقي الجرح تحمله الحناياأأنت هديتي.. لا بأس أنيسأهدي ما لدي من الهدايا
صديقي الشاعر العذب احمد
تحية عطرة ملؤها الحب والبهجة والف شكر على تذكرك لي واهدائك الجميل الذي زادني فرحا وحدائق ومواويلا.
هل الشعر اسئلتنا ام خطايانا؟! لقد جرني ديوانك الى ذلك القلق الوجودي في دوامة لا تنتهي من الاسئلة التي تولّد الاسئلة والى ما لا نهاية!!
مبارك اذن وآمل لك المزيد من الابداع الشعري..
الشعر الذي لم يعد لنا عزاء وعراء سواه، وفي البال يا صديقي العرفج )اكثر من نثرية واكثر من قصيدة بيننا بها القلق(!!
لكن اين هو الافق الذي سيضمها في شتات منافينا.
سرحت في فضائك واشتقت اليك والى علي الدميني الهادىء في زمن الصمت والطبول.. والى البياتي الذي رحل تاركا جمرة القصيدة نواصل الاكتواء بها هنا او هناك .. والى محمد الدبيسي الذي أسألك عن اخباره بشغف والى.. والى.. الخ.اكرر شكري لديوانك ولكلماتك الرائعة. مع خالص الحب والتقدير..
عدنان الصائغ - السويد
17/2/2000م