أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
كما استطاع قلبُ الإنسان الدافيء الصغير أن يتسعَ لأحزانِ العمرِ الكثيرةِ ولأفراحهِ القليلةِ، فقد استطاعَ هذا الديوانُ أن يتسعَ لأحزاننا الغامرةِ ولأفراحنا المحدودةِ أيضاً. وفي قصائدهِ يلتقي في فضاءاتها الشجنُ العذبُ بالموسيقى الهادئةِ ويتعانقُ السؤالُ القصي المرير بالسؤالِ الأكثر حميميةً ودفئاً.
حين قرأتُ هذه القصائدَ المغمورةَ بالوحشةِ والحنينِ لأول مرة، قلتُ ليتَ كلَّ الشعراءِ المبعثرين في منافيهم المختارةِ أو الاضطراريةِ، يمتلكون مثل هذه الحساسية الجمالية الشفافة التي تمكنتْ من أن تكتشفَ - تحت سماوات الغربة – كلَّ هذا القدرِ من الهيامِ بالوطنِ الأولِ تراباً وإنساناً وحضارةً، وكلَّ هذا القدرِ من اللوحاتِ الجميلةِ والكوابيسِ الخرساء.
من أيِّ جيلٍ هو عدنان الصائغ؟ وهل في مقدورِ شاعرٍ ما أن يكون أبن جيله فقط؟
إنَّ شعر عدنان خلاصةٌ لجوهرِ الشعرِ في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين. هنا البداياتُ وهنا آخرُ الشوطِ، هنا الإحساسُ العميقُ بأهمية ما أنجزته الستينات والسبعينات وهنا الشعور الأعمق بأهمية أن تكتشفَ الكتابة الشعرية الجديدة معناها الأجد وإيقاعها الصوتي الأكثر إيحاءً واندفاعاً نحو عوالم وسماوات لمْ تقتحمْ الكلمةُ الشعريةُ أجواءها المكدرةَ بعد.
إنَّ الشمس لا تكرر ضوءها والربيع لا يكررُ أزهاره، وشعراء الجيل الأجد يحاولون أن يكونوا كذلك، فلا يقعون في براثن التكرار والتشابه القاتل، ومن هؤلاء عدنان الصائغ الذي يحاولُ تحت سماوات غربته الموحشة أن يفتحَ للقصيدة آفاقاً لمْ تكن ترتادها أو تطوف بساحاتها من قبل.

د. عبد العزيز المقالح
صنعاء


(*) كلمة الشاعر د. عبد العزيز المقالح عن ديوان الصائغ "تحت سماء غريبة" الطبعة الثانية – المؤسسة العامة للدراسات والنشر/ بيروت – عمان 2002
 
البحث Google Custom Search