أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
غريب على الطريق ...
شوارع خاليه في منتصف الليل والالم

الازمنة الموجعه - يوم سقوط الملك

عبد اللطيف الحرز
سدني- استراليا

((  في زمان الجاهلية
كانت الاصنام من تمر
وان جاع العباد
فلهم من جثة المعبود زاد
وبعصر المدنية
صارت الاصنام
تأتينا من الغرب
ولكن بثياب عربيه
وتدعو للجهاد  
وتسب الوثنيه !
واذا ما استفحلت
تأكل خيرات البلاد
وتحلي بالعباد
رحم الله زمان الجاهليه ))

(( كلما حل الظلام
جدتي تروي الاساطير لنا
حتى ننام
جدتي معجبة جدا
باسلوب النظام )) - احمد مطر

(( من قتل الامام ؟
              ............
ياسادتي
بخنجري هذا الذي ترونه
طعنته
في صدره والرقبه
طعنته
في عقله المنخور مثل الخشبه
طعنته باسمي انا
واسم الملايين من الاغنام
              ..........
قتلته اذ قتلته
ياسادتي الكرام
كل الذين منذ الف عام
يزنون بالكلام )) - نزار قباني


(( كلما كتب رسالة
الى الوطن
اعادها اليه ساعي
البريد
لخطأ في العنوان )) - عدنان الصائغ

(( الفلاسفة يولدون
خطئا
السلطان ينهق :
انتم تعيشون بالمجان
وتتضجرون
كم انت احمق
نحن كما الموتى
ندفع العمر كله
من اجل نسمة هواء
نسميها الايام
وحفنة تراب نسميها قبرا !!
            .............
تأملت شاطئ البحر
ماء البحر مالح ولزج
يحاول ان يتشبث
بالارض قهرا
ياااااااه
كم هي كبيرة
بصقة الاله على هذه
الارض ؟!! )) نصوص مفترسه / (( زاويه تعنى بالشعر - موقع كتابات ))

اولا : ماخلفته الطواسين

فيما انا احقق في اسانيد مقولات الحكمة والجنون المتناثرة في كتاب تاريخ ابن ابي الحمقى  .. قرأت في السند المتصل لمنطنش ابن عافط عن ناهب بن ينهب الضفدعي عن ابو المعالي  لعنه الله  .. انه قام باهل الشرق الاوسط خطيبا وقال : الا ان الخكمة هي الشعر و ان الغاية هي المعده ( قالها بالخاء وكان يقصد (( الحكمه )) حيث كان بلسانه لثغه ) .. فقام اليه امير الصعاليك  وشيخ المارقين  عبداللطيف الحرز وكان الفقهاء لتوهم قد افتوا بكفره وفسقه فيما اصدرة رابطة كتاب والمثقفين العرب  بيان  بجنونه وتفاهته  ..قام عبداللطيف ونزع سرواله واخرج ذكره  ملوحا ومشيرا  به للجموع .. حمد التصوف واثنى على الفلسفه .. ثم ضرط ضرطتين .. قال ناهب بن ينهب الضفدعي : ولاانسى ان قصور كسرى وفارس قد ارتجتا بعد ضرطته الثانيه ..ثم صاح عبداللطيف : اصلح الله الامير , ام اعلمتك الخرطات التسعة ان القلب ينتج الحب وان المعدة تنتج الخراء  وان مرجع الشعر الهزيمه ؟! .. فما كان من الامير الا ان امر به فقتل .. يقول أمنطنش بن عافط , فوالله ما ان حل الشهر الحرام  حتى اصاب الناس (( اسهال )) عظيم كاد يقضي على اهل الشرق الكبير  اجمع ... فلما جاء (( بوش)) ودخلت جيوشه العراق فامسك الجند بصدام حسين  ورجالات ابو المعالي فلم يمسك اسهال صدام والرجال شيء  فتناوب  من كان في معسكر بوش بنكح صدام ورجالاته  عل الاسهال يتوقف لكن بدون جدوى  هنالك تيقن صدام من النهاية  فضرب عجيزته بتحسر وقال : (( صدق الزنديق ورب الكعبة ))  وكان يعني  عبداللطيف ومن ذلك اليوم  اصبح صدام يكتب الرواية والشعر امعانا في الاسهال و الهزيمة                  

ثانيا : فصوص الالم
                              
في تلك الازمنة الموجعه انفصلت الناقة عن فصيلها .. والماء عن الاهوار .. في زمان الالم ذاك  انفصلت الام عن طفلها  والحبيب عن عشيقته .. والعصافير  عن الشجر .. والفلاح عن الارض .. اصبح  العراق خواءا .. والعائلة العراقية شتاتا .. اصبح اللقاء وهما .. والحياة جحيما .. بما تحوي  من روائح عباءات الامهات  .. وبقايا قبل شفاه العشيقات .. وماتبقى من طين فيه اثر موجع  للاماني والمسرات .. باتت الذاكرة  دواليب هواء عاطله .. وايام العمر سوق كاسد للامنيات .. في ذلك الزمن الموجع .. اقراص الخبز شحت .. بينما البساطيل والعمائم وربطات العنق تكاثرة .. كان نصف الشعب في الداخل يرتدي الزيتوني  حتى في العيد من اجل حروب الملك .. فيما النصف الثاني من الشعب في الخارج  يرتدي العمامة حتى في الاعراس من اجل حروب الفقيه .. كانت قلوب الاطفال واحلام الشباب وجبة يومية لجنرالات الدين والثقافة والسياسه .. في حرب السيد الملك ماتت عشيقتي زينب  في الزبير .. وفي حروب السيد الفقيه ماتت عشيقتي حنان في السويد .. كان بامكاني ان احضن زينب  وارفع دمائها في الزبير   واصرخ للرب كذئب  افترسة الانياب المعدنية  للمصيدة ساقه فضج الوجع لقلبه .. فاخذ يعوي مودعا الليل  ومقبلا صديقه القمر  للمرة  الاخيره .. لكن حينما ماتت حنان كنت امسك بصورتها فقط .. لم يكن هناك من جسد اودعه .. كان صديقي القمر يرحل مولولا لاخر الشهر ,يبكي ودموعه النجوم تتناثر  خلفه على كتفي وذاكرتي والسماء ... في ذلك الزمن الموجع منع الملك الماء عن الاهوار .. ومنع الفقيه كتب الفلسفة الحديثة  عن الناس .. الماء وتلك الكتب كانا يولدان التمرد على البسطال والعمامة .. في ذلك التاريخ  المنسي .. في ذلك العمر الباهت .. كانت ألعابنا ماء وطين وقبلة من صديقه .. كان القمر  والقبرات البشرية  المعيديات  كل مالدي  من ذخيرة  والعاب  ومن اصدقاء .. لما حلت الازمنة الموجعه  لم تكن العابي تهشم .. لم تكن عشيقاتي  يموتن .. وانما  كانت اعضائي  هي من تبتر وتقطع .. لقد تحولوا الى جنازات اشيعها  بالقلب والقلم .. وطن تاريخه هزائم وحاضره احتلال ..  شعب ذاكرته حصار وحرمان وتاريخه تشرد .. جنازات للفرح والامل تشيعها قوافل الجماد كي تكتب بعد ذلك حكايات الازمنة الموجعه .. خلف كل دكتاتور عظيم  شاعر كبير .. وان وراء كل تخلف فقيه .. وان الكذب الاجتماعي مرجع كل هزيمه .. وان خلف هذا الاحتلال  جموع ثقافية وفكرية كبيرة وكثيره هي نسخة اخرى لدكتاتور  لازال على قيد الحياة  .. وان الشعر ولوك الكلام هما هوية شعب الهزيمه .

                                   ....................................
                                   ....................................

(( همت )) هذا هو اسم الشريط الحدودي، هو اول تراب ايراني  تطأه اوجاعنا .. ساتر ترابي  انجز  في سنوات الحرب مع العراق  وكجميع الامور التي باتت تدمغ بختم كارزمية الخميني واستراتجية التلاعب بعاطفة الناس الدينيه .. قالوا لنا ان هذه الارض سميت كذلك  لان احد الجنود الايرانيين اسمه همت  قتل  وظلت جثته طافية في الماء لايقربها السمك ولايبيدها  الماء !!.. كلما حل الليل تشع نورا وتهدي المقاتلين ... كان الناس هناك البالغ عددهم ثمانية الاف عراقي اكثر طنينا من البعوض اثر الجوع والحر والبرد .. اذا جاء البرد تقرفصت بيوت القصب .. واذا جاء الصيف استعرت الارض واشتعلت منازل البردي ... الماء كان ملوثا  لاتستطيع ان تستحم فيه فضلا عن امكانية استخدامه للشرب .. في احد الايام اصبح قلبي جمرة من الحر  قفزت في الماء  فاصبت بمرض جلدي في قدمي  لازال اثره حتى الساعة شاخصا .. في ارض الغرائب والعجائب تلك ... كانت السماء  عصابة حزن صافيه .. وكان القمر خدود مدماة  لعشيقاتي  وللامنيات ... كنت اسهر حتى الفجر  علي ان اشاهد جثة (( همت )) طافية في الماء فاسألها عن حكايات المراهقين الذين قتلهم الخميني في الحرب .. كم واحد منهم  كان يبكي شوقا لامه .. كم منهم  زفر زفرة الموت وهو يقبل صورة عشيقته او خطيبته  التي كان يدفع بها  جيوش اليأس بدل دفعها بصاص  البندقيه ؟!... كنت ارنوا الى بيتنا الطيني القديم .. والى قبر عشيقتي زينب  من خلف الحدود .. كانت اطلاقات التنوير  ترتفع في السماء .. تمشط التاريخ  وعظام  المقاتلين المفقودين   والذاكرة والمياه ... بينما كانت جثة (( همت )) تختفي ... اضحينا من شدة الحر ووطأة الحرمان قطع من الفحم  متحركة .. كان هم من يأتينا من سياسي المعارضة العراقيه هو ان يجلب لنا مجموعة من الصحف  ورسالة الخميني الفقيه وفتاوى الخامنائي فيما كان بحوزة  من عاد من مقاتلي وسراق المعارضة  خرائط  المعامل العراقية  واغلبها معامل ومصانع مدنيه  .. يلفلفونها فرحين  لكونها ستصبح بيد الايرانيين .. كان بعض طلبة كلية الزراعه في البصرة  يتوسل بهم ان لايسلومنها لايران  لان هذا يعني امكانية  ان يفعل الايراني اي شيء في البلد غدا فيما لو رحلت السلطة البعثيه .. لكن بدون جدوى  .. بينما كان هم المعممين هو ان يتدربوا بنا كي يكونوا (( خطباء )) جيدين .. حصلت على كتاب (( الاداب المعنوية للصلاة )) للخميني  وكنت منكبا على قراءته  فهذه هي المرة الاولى اقرأ فيها شيئا لهذا الرجل .. لم افهم حينها ولا سطر واحد من الكتاب فصببت همي على متابعة حواشي المترجم محمد الغروي   التي سأكتشف فيما بعد سذاجتها واخطائها .. كنت اقرأ محولا ..  هل الكتاب  يدور بي ام انا الذي يدور ؟! .. بعد ان تشاجر معي فؤاد حافظ العيسى  سكنت بقرب (( صريفة )) حفيد عمتي  محمد عدنان نعيم الموسوي .. وكان هو وابن عمتي  مرتضى نعيم وزوجتة  ( وهو اليوم من  معممين العراق  الجدد ) هذا الاخير  واختها ( التي تزوجها محمد بعد ذلك والان كلاهما في استراليا ) واخيها المسمى احسان مالك ( وهو الان  في استراليا ايضا )  يزاولون مهنة الدجل والشعوذة .. فنملأت جيوبهم مالا  في ارض دق فيها الفقر راياته للجميع .. كنت اقرأ الكتاب مسطولا بمصطلحاته  ولغته المفخمة عن سبق اصرار وتعمد .. فاذا  بهتافات  يرفعها النهيق  تارة  والوجع ورغبة التشبث بالامل تارة اخرى .. (( ياغفور يارحيم احفظ سيدنا الحكيم )) .. قالوا ان باقر الحكيم  هنا .. تحاشدة الاقدام والقلوب الحافية .. لم يكن معه خبزا او ملابس او بطانيات او اوراق دخول لايران .. كان معه   صور وكتيبات محاضراته توزع فقط تماما كما حصل في انتفاضة الشعب في التسعينات  وكما حصل بعد سقوط صدام حسين ... كنت اشعر بان كتاب الخميني يتحداني فلم اكترث لباقر الحكيم  وصوت المكبرات تقطع همي هذا .. لا اعرف لماذا لم اخرج لرؤيته  حينها .. (( همت )) هذه علمتني دروس لم تستطع معسكرات استراليا ان تكشفها لي رغم ان هناك الكثير من الشخصيات المشتركه بين المسرحيتين !! ..

                       ..........................................
                       ..........................................

بعد سطور تصرخ بالالم  في حكاية الازمنة الموجعه .. ادخلتنا سيارات الامم المتحدة الى ايران .. بعد ان رفضت ايران ان تهادن في  اخراجنا منها وترك الامم المتحدة حرية التصرف بنا بتسفيرنا الى معسكرات عربية او دول اجنبيه , خرجنا من همت بسيارات الامم المتحده  لنكون بعد ذلك بدون اي ورقة قانونية  فيتم  متابعتنا من قوات الشرطة الايرانيه  لكون وجودنا غير رسمي في ايران !!.. الطريق من همت مرورا بالاهواز الى محافظة (( اراك )) كان طويلا وشاقا .. اما بالنسبة للنساء اللوتي لم يسبق لهن ان شاهدنا الجبال و حافات الوديان , فقد كان الامر مرعبا .. ادخلنا الى معسكر (( ابراهيم غريبي )) الذي سيكشف لعب الاطفال بالتراب  انه جزء من معسكرات التعذيب للاسرى العراقيين  حيث كشفت تلك الاصابع الصغيرة   عظام الاسرى ففروا هاربين من الخوف  وبقينا نحن نلطم ونبكي  حتى اليوم الثاني حيث منعنا  المسؤول الايراني ان نقترب من تلك الهياكل او اذاعة خبرها .. كان مسؤول المعسكر ( اغا اصغيري حسب مااتذكر ) شخصا شبه مجنون بكرهنا لانه كان اسيرا في العراق .. اسبوع والايرانيون لايعطوننا سوى قرص خبز واحد لكل فرد .. خرجنا نبحث عن عمل .. مشينا كيلو مترات عديدة  بملابسنا المتهرية واقدامنا الحافيه عملنا في حقول الحنطة  بربع اجرة العمل (= مائتي تومان اي مايعادل سنتين امريكي حينها ) .. كنا راضين بهذا القليل حتى  اعطى صاحب الحقل في احد الايام طعام  متعفن ومخلوط ب(( الحشيشة ))  ستة منا  لم يصلوا الى المعسكر الا وهم فاقدي الوعي وعل شفى حفرة الموت .. منظرهم وهم يأنون ويقطعهم الالم  تحن له حتى الصخور الجوامد .. طالبنا المسؤولين ان ينقلوهم الى مستشفى قريب .. كان يتجاهلنا ولما  احتشد الناس تصرخ وتستغيث لانقاذ هولاء ..رفع سماعة الهاتف وقال انه سيتصل على الاسعاف .. وكانت الاسعاف قوات الطوارىء  وشرطة مكافحة الشغب وشرطة المدينه .. اشبعونا ضربا  .. اسقطت كل ذات حمل حملها .. عيون الاطفال اعميت من دخان مسيل الدموع وبعضهم داسته بساطيل دولة المهدي العظيمه ...

                                  ..............................
                                  ...............................

.. الثلج كان يسقط  ويتراكم  حتىبلغ ركبة الساق  ونحن لازلنا في خيم, اعطانا  الايرايون مدافيء خضراء الون  تصلح ان تكون اي شيء الا ان تكون مدفأة .. قررت ان اهرب .. قالوا اقرب لي ان (( قم )) هي اقرب مدينة لنا .. هربت انا .. وفي قم ( = راجع : جوع وحذاء وقمر : غريب على قارعة الطريق زوايا - موقع كتابات )  بدأت الحكاية .. حيث ذهب مجموعة من الرجال الى باقر الحيكم يشكون اليه  مأساتنا في معسكر (( اراك )) وقساوة المسؤولين فيه .. قبلوا يده الناعمة البيضاء .. احتسوا الشاي .. انصتوا لمحاضراته السياسية .. قام بعدها احد اقزامه المعممين  وابكى الناس على الحسين بن علي .. وانتهى الموضوع .
.. تعلمت في قم  على مزاولة خصلتين الجوع  وزيارة  مرقد فاطمة بنت الامام موسى الكاظم الملقبة بالسيدة معصومه ..  في احدى المرات  التي ستتكرر  شاهدت  باقر الحيكم يصلي  وخلفه الجنود تحرسه .. هرع اليه  احد طلاب الحوزة العاطلين عن التفكير  وقبل يد الحكيم بفرحة امتلاك صك الغفران من النبي .. رآني اتلمظ فيه (( مابلك تنظر لي هكذا ؟!! )) .. لاشيء  .. اذهب واغتسل فانت قد قبلت شخصا ميتا .. لم يكن باقر الحكيم وحده الميت لا .. المعارضة  العراقية كانت باجمعها  تحتضر  وقد يكون باقر الحكيم  هو اكثر الشخصيات حركية في صفوف المعارضة .. بيد ان الجميع قتل نفسه بنفسه .. وملخص شهادة الوفاة هذه هي مشكلتان الاولى  في تحول الاحزاب السياسية الى قبائل بدوية متقاتلة  حيث كل شخص يستخدم السياسة ومظلومية الشعب العراقي كي يبني لنفسه مكانة شخصيه   والثانيه في مجافاة الاحزاب السياسية عن مناقشة بديهية كون كل شيء له مرحليته السابقه .. وعليه يتحتم على الناشط السياسي ان يغير من رموزه ويجدد في افكاره  .. لم تكن المعارضة غبية اطلاقا .. كان يتفهمون مانريد قوله تماما  .. تغيير الرموز والايمان بالمرحلية يعني  احالة هولاء الناشطين على التقاعد والمعاش .. فما الذي يبقى منهم  وكل مالديهم هو مجرد  فخريات مصاحبة باقر الصدر  او الخميني او طالب الرفاعي او الاديب او كونه ابن  العائلة المالكه في الحكم الملكي  او  غيرهم من رموز  المعارضة اسلامية كانت او علمانية ؟! ... المعارضة اصبحت نسخة طبق الاصل من سلطة البعث .. الجميع يريد ان يكون  الزعيم الاوحد .. والجميع يحاول ان يحول المناصب والاموال السياسية الى  مصالح ومنافع شخصية .. بهذا تحولة المعارضة من معارضة ضد عقل ومنهج  سياسي معين (= حيث ان هذا الحزب يريد العقل الاسلامي  وهذا يريد العقل الشيوعي  مثلا ) الى كون المعارضة السياسية  جزء من لعبة التسلط واشغال وظائف وهمية تسرق الاموال والمخصصات المادية والادارية  تحت ذريعتها  .. لذا كانت المعارضة العراقية  تتقاتل فيما بينها (= الى درجة الاستعانة بصدام حسين نفسه كما حصل بالنسبة للاكراد !!)  ويسقط كل منها سمعة الاخر  ويفضح  عملياته  باشد من قتالهم ضد الحكومة البعثيه .. دخلنا الى قم  وكان كل شيء يحتضر .. كانت الاحزاب تنشطر وتتكاثر  باشد من الاميبيا  وانشطارات المخلوقات الطفيليه .. كانت اللافتات تتناسل  بيد ان الفعل السياسي كان يقتل  وينزوي .. الشعب العراقي - والى اليوم - لاتهمه الخبرات بقدر ماتهمه الاسماء  ومن هنا كان محمد باقر الحيكم الطرف الاقوى لكونه ابن محسن الحكيم  وتلميذ معروف لباقر الصدر  ومؤيد من قبل الخميني .. مثلث  حديدي يقف بالمرصاد لكل من تسول نفسه  محاولة الاختراق  والنقد والتشكيك .. طبعا الجميع لايتغاضى عن حكاية محسن الحيكم مع الشاه  وتلك الزيارات التي قام بها  (( ابراهيمي )) مسؤول المخابرات الايرانية حين ذاك تماما  تماما كتناسي اهداء الخوئي خاتمه للشاه (= هناك كتاب قيم ارجو  ان يترجم في يوم من الايام ,  كتبه مجيد روحاني : نضهت روحانيت , باللغة الفارسيه ولايزال يطبع في ايران الى اليوم ) .. وايضا الى اليوم لم يركز احد على كيفية هروب التلاميذ وتركهم استاذهم الصدر وحيدا (= والشيخ النعماني  ترك الكثير من الامور التي يعرفها بهذا الشأن في مذكراته  عن قصد تملقا ونفاقا وهو من الشخصيات التي يجب ان يجري التحقيق معها ولو قسرا لمعرفة هذا التاريخ الذي يتستر على طواغيت لازالت تفترس الناس بحجة تلمذتها على يد باقر الصدر ) .. وثالثا  انه لم يجري تحقيق وتسليط ضوء على تصرف الخميني  بتنصيب باقر الصدر رئيسا اعلى للمجلس الاعلى  وانه تصرف من قبل طرف ليس عراقي  ولا ينتمي للمعارضة العراقية اولا وثانيا انه مهما كان سيبقى  تصرف الخميني  ذاك  مرهون بمرحليته وزمانيته  لااقل وان الخميني وباقر الحكيم كلاهما يؤمن بفكرة خضوع  الاحكام الى تغير الزمان والمكان .. ماذا تبقى من الثالوث المقدس لباقر الحكيم اذن ؟! .. لا شيء .. لكن حتى لوانزل الله  نقدا بقراطيس  يلمسها الناس بايديهم  لما تغير شيء .. لان العراقي رهين فكرة شيخ العشيرة .. مهما فعل الشيخ فيجب ان يطاع لانه (( شيخ ابن شيخ )) .. وهكذا بقي الحكيم  يمثل المعارضة العراقية  ومجلسها الاعلى !!

               ...................................................
               ...................................................

طبعا نحن حينما نركز على باقر الحكيم لانريد ان نقول انه اشد الاطراف سوءا وانما العكس .. نحن نريد الاقتراب من اشد الاطراف نجاعة وايجابية  فمابالكم بالاطراف الاخرى ؟! ... في تلك الازمنة الموجعه كانت الامنيات مجرد اساطير .. كانت الانثى مجرد اسطورة .. كان المنزل  حلما .. كان الشبع والخلاص من الجوع والتعري والبرد  وهما جميلا نضمد به فتوق القلب والرقبه .. كان الجسد ملبدا بالجراح .. وكان الفقيه والمثقف والسياسي  يحكون لنا الاساطير حتى تغمض العين وننام فلا نشاهد كروشهم وزوجاتهم وملابسهم النظيفه ..... دخلت الى (( جامعة الامام الخميني )) وهي مدرسة دينية خصصت للاجانب .. مكثت فيها اسبوعا وطردت .. حيث وجدت ان الدروس عبارة عن غسل دماغ للطلبة المساكين هولاء (= وكان اغلبهم حينها من البوسنه ومن الدول الافريقية  وبعض الفرنسيين  )  فيتم تجنيدهم كجواسيس لايران بذريعة الطاعة للولي الفقيه من حيث لايشعرون .. كنت ادرس بطريقة غريبة تعتمد على حلقة الاصدقاء الخاصه .. كنت اناقش مواد مايسمى بالبحث الخارج وانا لاازال رسميا طالب في المرحلة الثالثه (!!) .. لم تكن تعنيني امر شهادة يعطينياها مغفل  قضى العمر يدون كلمات استاذه ويرددها بعده كما الببغاء .. درست في بادئ الامر في مدرسه بائسة في كل شيء تسمى (( دار الهجره ))  كانت مأوى الفأران البشرية في البدء  ومأوى من جن من الشبيبة  انتهاءا .. بعدها رحلت الى مدرسة حزب الدعوه (( مدرسة اهل البيت )) التي يشرف عليها الرجل المضحك المسمى بالشيخ العطار .. وقبل ان ازاول اليوم الاول فيها شطب اسمي .. اقصيت الى مدرسة حزب الدعوه الثانيه (( معهد الامام الرضا ))  فتم طردي ايضا بعدما فضح احد (( المتقين )) خبر اني استمع للاغاني ... هدأت في قليلا في مدرسة بيت الحكيم (( دار الحكمه )) مكثت ثلاث سنوات بفضل صداقتي مع رياض سعيد الحكيم وعمار عبدالعزيز الحكيم .. الى ان بلغت حركة محمد صادق الصدر ذروة تصعيدها  فتم طردي الى مدرسة الشيخ المالكي .. كنت اكتب تعليقات ردي على درس  مغلوط لفصوص الحكم  من قبل الشيخ الخاقاني  وانا لازلت رسميا  لم انتهي من دراسة (( اللمعة الدمشقية )) بعد .. كان الامر ممتعا لي  لكون المدرسة توفر وقت نومي في  الصف  .... نعم حرصي على تلك الطريقة الغريبة من الدراسة  لعوزازي لمدفئة او مروحة  لم استطع توفيرها في الجحر الذي سكنت فيه امي واخوي  وفي الوكر الذي خبأت فيه حنان .. بيد ان لعبة النوم والاستراحة انكشفت فدبر لي عبدالجبار الرفاعي  العمل في مركز الرسالة  لتحقيق التراث الذي يمتلكه وكيل السيسستاني علي شاهرودي ويشرف عليه صائب عبدالحميد .. وكان وكرا لسرقة المال وتضخيم الذات بكتابات لاتستحقها المزابل (= الا ماندر)  فتم طردي ايضا !!
                      ..............................................
                      ..............................................

لم يكن ذلك الطرد الفردي  الدائم يسبب ألم يذكر   قبال ذلك الطرد الجماعي حيث كان العراقيون مجاميع عاطلة يمضغون البطالة والحسرات .. لقمة الخبز لا تتأتى الا بالانتماء لحوزة فلان او لفيلق بدر  او لفرقة فلان الغنائية والسياسية  او رابطة علان الثقافية او الحزبيه او بالاستجداء من مكاتب المراجع والفقهاء  او تعمل في بسطيات  تلحقها الشرطة ليل نهار ... كانت ايران  بمساحتها الواسعه  وفرصها   الضيقه  شتاتا وضياعا حقيقيا لنا.. كانت اعمال المعارضة العراقية والسلطات الايرانية  والمهيمنين العراقيين  عبارة عن (( هوكسست)) عربية بحق ... كان هناك بصيص نور  يتمثل في اقناع باقر الحكيم  باعادة انتخابات المجلس الاعلى واعطاء فرصة  للطاقات الجديدة .. خصوصا وان هناك شبيبة  كشفت اقلامهم  عن رؤى نقديه  حقيقية  بامكانها تجديد  الحركة السياسية .. كانت المعارضة في الخارج قد غطت بالشخير .. ومثلما لم تنتبه المعارضة  في تسعينات القرن السابق  الا على المشهد الاخير من انتفاضة الشعب كذلك لم يستيقظ باقر الحكيم الذي كان يحاول ان يصبغ صورة سعيد الحكيم في الداخل ويجدد قوته  بصحيفة بدر في ايران ونداء الرافدين في سوريا كي تصبح زعامته امرا مفروغا منه .. لم يستيقظ الا على صراخ الخامنائي  الذي بات محمد صادق الصدر  يزحزح بساط ولايته  بهدير خطبته  في الكوفه .. كان محمد صادق الصدر  اسدا ابيض بذلك الكفن .. اكمل نقد استاذه في فلسفتنا ب(( اليوم الموعود )) فيما اكمل محاضرات (( المدرسة القرانية)) التي اعلن فيها الصدر بان الحوزة باتت وفشلت في قعر دارها لكونها لاتخاطب الامة وانما تخاطب (( اجدادهم )) الذين ماتوا حسب تعبير باقر الصدر  .. اكمل محمد صادق الصدر ذلك النقد بشكل عملي بفضح هذه المؤسسة الميته بعرض جثث المراجع المتحركة علنا .. كان فقهاء الحوزة خفافيش متكرشه تموت ان اصابتها اشعة الشمس .. طرح محمد صادق الصدر فكرة ولاية الفقيه المتعدده  وفكرة  مؤتمر يعين الفقيه الاعلم للناس بدل  تشتتهم هذا .. بات السقف ينهال على الفقهاء  والخامنائي الذي كان حتى تلك الحظة لم يثبت للحوزة  اجتهاده فضلا عن اعلميته  .. وكان للسيستاني ولسعيد الحكيم الحظ الاوفر حيث كان الاول يعانق صادق الصدر سرا ويتجاهله علنا فيما كان سعيد الحكيم فقد جميع اقنعته  وشكى محمد الصدر للقصر الجمهوري من اجل ان لا يفتح محمد الصدر حوزة دار الحكمة المقفلة في النجف .. كان مشروع محمد صادق الصدر يتعرض للافتراس من قبل الشيعة انفسهم فضلا عن غيرهم .. الى درجة ان   صدام كان  يبعث بالوطيين كي يمارسوا الشذوذ في حوزات الصدر  فيما اصدر باقر الحيكم   كتابا  يشوه فيه بالصدر  بعنوان(( مرجعية محمد صادق الصدر )) كتب عليه  : خاص بالداخل ( البعض يشهد بان الذي كتبه هو صدر الدين القبنجي , وهي ليست بقضية لان الكتاب صدر برقابة باقر الحكيم نفسه ) .. في احد الايام دخل الى ايران شخص من منطقتي  الزبير اسمه سعد اكطافه- او الجعفر- الزريجي  وبيده كتاب موقع من قبل مشايخ الزبير يطالبون فيه الخامنائي  ان يقضي على محمد صادق الصدر لكونه لايحترم العلماء .. بعدها جاء (( محمد جواد موسى العيسى))  وهو من وجهاء بلدتي (= وعائلته ترث مسؤوليات المسجد والحسينية كطريقة  لاثبات الذات وصنع مشيخه اجتماعيه )  كرر فيها ضرورة  القضاء على محمد صادق الصدر .. نعم لقد كان محمدالصدر   خير فرصة لنا  في ضعضت عروش سلاطين الداخل والخارج .. بات استاذ الحوزة الشهير (( كمال الحيدري )) يغمز باسم محمد صادق الصدر كي يبعد التلاميذ عنه .. كل شيء بات مهددا .. الناس اخذت تلتف حول الصدر الثاني  خصوصا بعد محاضراته  حول الغجر  ودعوته  للنخبة في العراق  ولاول مرة  يخرج شخص يعلم الناس كلمة (( كلا )) و ((لا )) .. الصدر لديه سلبيات هو الاخر ولاشك .. بيد ان فعلته تلك كانت اسطورة .. لقد تعلم محمد صادق الصدر ان المواجهة المباشرة مع صدام  والانتحار بحجة الشهادة كما فعل باقر الصدر لن يزيح شيئا .. الاهم  ان الصدر الثاني تعلم درسا آخر وهو ان باقر الصدر اعتمد على الجماهير  وكان يتصور ان كتاباته النخبوية تلك قد دخلت كل بيت .. فلما حانت ساعة الصفر  لم تحضر سوى ثلة قيلة لاتستحق ان تذكر .. لذا وجه محمد صادق الصدر وجهته صوب الانسان العادي والعامة من الناس ..  فكان اول فقيه عراقي يتكلم بالهجة العراقية  مع الناس .. في محيط من الفقهاء غالبيتهم عجم او نجفيين او كربلائيين ذوي اصول ايرانية لاتجيد اللهجة العراقية  واسرار منهجها !!.
... توزيع صور وكاسيتات محمد صادق الصدر كان جريمة تستحق العقاب باشد من تهريب المخدرات في قم والاراضي الايرانية ... باتت الحوزات تفصل كل طالب يعلق صورته في غرفة نومه او تعاطي كتبه واشرطة  محاضراته ... تلاشت اسماء المثقفين والكتاب واباطرة السياسة .. باتت عمائم الحوزة الساكتة في الوحل .. لم يعد الامر يحتمل .. فجاء باقر الحكيم الى حوزة الامام الكاظم  والقى محاضرة .. وهناك قال عن والدة محمد صادق الصدر (( انا اعرف بعلاقة هذه العائلة الشخصية و< >...)) بهت الطلاب .. خرج باقر الحكيم الى خارج القاعة حيث تتوسط نخلة في باحة المدرسه سألوه مبهوتين فلم يسبق لباقر الحكيم ان تكلم بلغة السوقة من الناس وكان مؤدب الالفاظ دائما  سأله الطلاب  وعيونهم  تكذب اسماعهم : (( عفوا سيدنا هل تعني بكلامك هذا  ان محمد صادق الصدر ابن زنا .. نغل يعني ؟!!)) .. من المعروف ان والدة محمد صادق الصدر لم تنجب فنذرت للنبي انها لو انجبت سوف تسمي ابنها محمدا وفعلا انجبت وصدق نذرها فسمت وليدها محمد صادق ... لم يكن خبرا عاديا .. انتهت جميع الاسلحة مع الصدر .. حان دور لغة السوق (( محمدصادق الصدر نغل )) ... الاباطرة كان يظنون ان جيل آخر المعتزلة جيل قد تخنث بفعل الجوع والتشرد  وانه سوف يلوذ بالصمت ويقبل الايدي .. اذاعة القنوات خبر مقتل الصدر وكنت انا  وشخص اسمه محمد الزركاني من الاوائل الذين تلقوا الخبر .. هرعنا الى بيت جعفر باقر الصدر كانت هناك صورة كبيره  لمحمد صادق الصدر حملتها  بدون اذن وخرجت .. وجدت الشارع قد غص بالناس .. تقدمت الجموع وهرولت (( يالرايد صوته  ألحكابيه )) .. تراكضت الاقدام وانا اعدو صوب ضريح السيدة معصومه .. لا اعرف من اين خرجت تلك العجوز الهرمه ... لوحت بيدها ان اقف كي يتوقف الناس خلفي .. رفعت يديها وصاحت (( ألي مايطلع شيلت مرته اتلوك عليه )) ... رددها الشبيبة .. وصلنا الى الى الضريح .. كانت العيون تتلمظ ... عددنا يتزايد .. انسحبت القوات الايرانية تاركتا (( الصحن )) لنا .. اخذ الاباطرة يتوسلون لجعفر باقر الصدر ان يوقفنا .. في الليلة الثانية .. تخصب يورانيم التحدي في عظامنا .. اصر الخامنائي على اقامة مجلس فاتحة للصدر في مسجد اعظم  وان يكون المجلس باسمه كي يصبغ سؤة فعله مع الصدر .. دخلنا .. كان جميع الفقهاء  وقيادي المخابرات الايرانية  متواجدين .. اكثر من طرف من بيت الحكيم قالوا لباقر الحكيم ان هولاء الشبيبة مختلفون عما عهدناه سابقا .. الافضل ان لاتأتي الى مجلس الفاتحه .. اصر باقر الحكيم على الحضور بل وان يلقي بنا خطبة عصماء ايضا .. جاء نزل من سيارته السوداء .. الحرس عن شماله وابنه حيدر عن يمنه .. طوال الحفل التأبيني والناس وقوف تهتف مرددتا  شعار بيعة الناس لمحمد باقر الصدر ذاك لكن بشكل محور (( عاش .. عاش الصدر .. ال الحكيم ال الغدر )) .. كان الايرانيون وخطيبهم يتوسل ان نجلس قليلا كي  يلقي بعض ابيات من الشعر .. دخل باقر الحكيم وجلس خلسة بعد ان سمع الهتافات .. اراد ان يستغل الفرصة  ويهرب ..  صاح به احدهم (( الى اين  وانت من قتلته  .. هاك هدية اهل الجنوب اليك ايها الخائن )) تطاير  نعل بلاستيكي  حنائي اللون .. اردف بحذائي رياضي ابيض .. ثم جاءت قافلة الاحذية من كل حدب ومكان .. قال لي بعدها  عبدالجبار الرفاعي  وماجد الغرباوي وثلة كبيرة من اباطرة الثقافة والسياسه ((  باقر الحكيم اخطأ لكن  لايصح استخدام هذا المنهج )) .. ضحكت : انا سأبقى ضد  منهج العنف لكن  باقر الحكيم  ترك اللغة وعاد الى عصور الاشارة والتخلف  فلم يترك للناس غير تهيمه باللغة نفسها ...  بعد ليلة تم اعتقال خمسمائة عراقي  تمت حلاقة شعرهم كما المجرمين  وصرح عبدالعزيز الحكيم  (( عيبنا نحن المعارضه انه لاتوجد لدينا معتقلات )) ... فيما جاء الى قم  بعض مشايخ مخيم (( اراك)) لتعزية باقر الحيكم بهذا المصاب فاجابهم (( لاتعزوني بل عزوا مولانا صاحب الزمان بهذا المصاب الجلل )) .. نعم فباقر الحكيم ينظر لنفسه بانه وكيل الحجة والامام على هذه الارض ...  بعدها تم استجواب جعفر باقر الصدر وفرض عدم مخالطته لاحد ومراقبة منزله .. وتم اعتقال كاظم البغدادي  وتعذيبه بمشهد من  عبدالعزيز الحيكم  وعرضوا عليه  ان يقول امام الكاميرا ان محمد صادق الصدر مرجعية مرتبطة (( باسرائيل ))  وسوف يجلبون عائلته من العراق  ويسفروه الى المانيا  جائزة قوله هذا فيما لو فعل  .. امتنع كاظم ان يقول شيء  كسرت يده وساقه  وحكم عليه حضورا وعلينا غيابيا بخمسة سنوات سجن  كنا بصعوبة   ندخل اليه الطعام عن طريق احد النساء  .. فيما هربت انا  الى  الاهواز  وبعدها الى روسيا وتركيا  .. وفي الطريق قررت العودة  وتسليم نفسي .... وبعد تدخل من قبل الشيخ محمد السعدي من اهالي ديالى  ( الذي كان يعمل جاسوسا على الطلبة والعراقيين لصالح المخابرات الايرانية ) من خلال حيلة  وكذبة كذبتها عليه  وعن طريق  ورقة  كتبها عمار عبدالعزيز الحكيم  ... خرجت من السجن بريئا من تهمة  تنظيم تلك الفعله ...  كان علي  ان اعيد اوراقي مرة اخرى فكتبت بحثا  لمراجعة الفلسفه في مدرسة الصدر  في ندوة (( مرجع الفقه والميدان)) التي طبعها حزب الدعوه ثم زاولت الكتابة في صحيفة الجمعه شارحا مشروع حركتنا تلك  وماهي الفؤاد التي انجزت .
                             .....................................
                             .....................................

كان خبر اعتقال صدام مدويا ... لم يكن الامر مهما كثيرا  ليتها تلك  بالنسبة لي .. صدام نحي عن السلطه  وهو الان بيد الامريكان  لن يستطيع احد ان يقترب منه  ويجعله يعترف بجرائمه وعلاقاته الدولية ومن يكون  هو حقا  ومن الذي اوصله الى السلطة فعلا ..  حملقت بلحيته  وهي تتقلب بعيون الكاميرات .. رششنا شوارع سدني بالحلوى و (( الجكليت )) .. وعدت ساهما امام مبنى الاوبرا الاستراليه.. تطلعت بي عشيقتي الايرلندية الاصل (( كوستنس ))  والغرابة تطفح بعينيا  الرزقاوتين المخلوطتين بالعسلي (( اراك تخبئ شيئا .. بالامس سقط صدام واليوم هو اسير .. مع ذلك انت تطالب الناس ان تحتفل وتلومهم على القصور .. لكنك نفسك  تعيش في عالم آخر  , لماذا تبتسم للاوبرا  والى القمر  بحماقة هكذا ؟!! )) ... كنت ادخن سجارتي  واتطلع بالصورة التي عرضتها الفضائيات لاول نعل عراقي يضرب صورة صدام حسين  كان رجلا عجوزا  يرتعد من هستيريا الفرح  يمسك بصورة كبيرة  لصدام  وباليد الاخرى نعله البالي يضرب الصورة  غير مصدق ويصيح بوجع  وفرح مخلوط بالذكريات .. كانت عجينة  عجيزة كوستنس تلتصق بي  وانا اسحب نفسا عميقا من سجارتي وذاكرتي .. انه نفس النعال .. ذات الكف الموجوعة .. ذات الصورة تتكرر .. حضنت كوستنس وقبلتها ابتسمت ببلاهة وقلت لها : صدام لم يسقط اليوم ... في غابر تاريخ مهمل .. في طيات عمر باهت .. في جحيم الازمنة الموجعة تلك .. بعد اغتيال اسد منبر الكوفة ذاك .. في ذلك اليوم البعيد  دخلنا مرحلة اخرى  من الوجود .. مرحلة مختلفة  لحركة السياسة والمعارضة  وحكاية مغايرة  للعابرين .. في تاريخ الالم ذاك .. في تلك الازمنة الموجعة تلك ياحبيبتي  .. هناك  في الامس البعيد تم  أسقاط الملك  .


(*) كتابات 4  آب 2004
 
البحث Google Custom Search