أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
لاعبون .. بلا قواعد

بقلم: عبد المنعم الاعسم
Jul 28, 2004

مستقبل العراق في منطقة تجاذي بين لاعبين كبار وصغار، غير ان الامر اللفت بان قواعد اللعبة مفتوحة حتى الآن والى وقت لا أحد يعرف خط النهاية على المدى المنظور.
ومما له مغزى، ان لاعبين هامشيين وصغار صار لهم شأن في تقرير مصائر اللعبة، جنبا الى جنب مع ذوي الوزن الثقيل الذين استسلموا في نهاية الامر لقواعد اللعبة، وكفوا عن الاعتقاد بانهم قادرون على فرض مسار على الاحداث.
وفي علوم السياسة ثمة ما يسمونه أخلاق اللعبة، لكن هذه العلوم تجد في الملف العراقي وتجربة قيام واندحار دكتاتورية صدام حسين مصدات عالية، حيث تخلى الكثير من الللاعبين على هذه الساحة عن المعايير الاخلاقية واصول الفروسية والجنتلمان وحتى استحقاقات الانتصار والهزيمة، وقد يجد باحثون عن حقيقة ما يجري في العراق..وفي الكواليس التي تخطط لمستقبله الكثير من المتناقضات والمؤشرات الغامضة، فضلا عن الكثير من البالونات غير القائمة على سلامة النية ولا على أدنى قدر من احترام مشاعر ومصالح العراقيين.
ولا يبالغ المراقب حين يعتبر بان الولايات المتحدة كلاعب كبير في الساحة العراقية لم تكن لتستطيع فرض قواعد اللعبة التي تريدها للصراع مع الاطراف الاخرى، ولم يكن بمقدورها تشكيل تحالف دولي متماسك يفرض قواعد لمجرى الاحداث بحيث تضع اللاعبين الاخرين امام خيار الاستسلام او المساومة ، حتى ان التحالف الامريكي البريطاني عجز عن ان يتحول الى مفوض عن المجتمع الدولي، أو حتى عن الكتلة الغربية، في تصريف الشؤون العراقية، إذ سرعان ما ظهر العامل الاقليمي المتزايد التأثير على الاحداث، وبرزت معه خطوط الجماعات الارهابية المسلحة (القاعدة- بقايا الدكتاتورية) التي امسكت باحدى معادلات اللعبة واستعصت على محاولات الاقصاء والتهميش، حتى الآن، وصار معها شخص قاتل ومطارد ولا ثقل له مثل ابو مصعب الزرقاوي لاعب له شأن في ما يجري.
كما ان الارادة العراقية الممثلة بالحكومة المؤقتة، وقبلها مجلس الحكم، دخلت منذ البدء في معادلة الصراع كلاعب رئيس على الساحة، غير ان الوجود العسكري الاجنبي الثقيل في البلاد وتنافر عناصر هذه الارادة وحداثة تجربة بناء الموقف الوطني(الحاكم) ووجود تيارات محلية معارضة حظيت وتحظى بدعم معنوي من الجامعة العربية وبعض الدول العربية المؤثرة انتهى الى تحديد اثر هذه الارادة في خارطة اللعبة واللاعبين.
على ان العنصر الوحيد المرشح لأن يتغلب على ضعفه ويكسر التوازن القلق في المعادلة العراقية هو الارادة العراقية المتطلعة الى التغيير وبناء دولة مسالمة ودستورية وديمقراطية وفيدرالية..هذه الارادة التي تصيغ نفسها يوميا بالتطلع الى إنهاء بقايا الاحتلال وسد الطريق على قوى الظلام والدكتاتورية، وكنس الاسباب التي يتسلل منها لاعبون من الخارج الى الساحة..انها صافرة الحكم التي تضع قواعد جديدة للعبة، الصافرة التي ينتظرها الجميع .
ـــــــــــــــــ
كلام
ــــــــــــــــــ
يقول عدنان الصائغ في (نشيد اوروك):
"ماذا صنعت بنا، ايها الجنرال الموله بالتيه.
ماذا فعلت بهذي البلاد التي لم تجد شجرا تتوكأه غير سيفك"


جريدة (النهضة) بغداد وموقع "صوت العراق"  Jul 28, 2004
 
البحث Google Custom Search