أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
قراءة مرحلة:

تجربة جيل الثمانينات الشعري في العراق

عبد الحميد الصائح

هل يعتبر مبكراً الحديث في شعر جيل الثمانينات وشعرائه في العراق بفعل مواصلة تاثيرات ذات الظروف النفسية والسياسية التي ظهر في ظلها وتحت وطأتها حتى يومنا هذا ؟ ربما مثل جيل الثمانينات في العراق المرحلة الاكثر تعقيدا وتشعبا في تاريخ الشعر العراقي سواء من ناحية الانماط الشعرية والاتجاهات والاجتهادات التي انتجها او من ناحية تنوع علاقات رموزه فيمابينهم او مع شعراء الاجيال السابقة له لاسيما الجيل الملاصق جيل السبعينات الذي كان هو الاخر مسرحا للتناحر الايديولوجي مما القى  بشظاياه على شعرائه وكذلك ميدانا لمفاهيم شعرية وتناقضات ظل شبحها مخيما على حياة الوسط الادببي في العراق.. بعد ان شهد ذلك العقد هجرة عدد من الشعراء والكتاب الذين كتبوا في السبعينات وبهَت الاتصال بنتاجاتهم اللاحقة بسبب التعتيم الاعلامي وانقطاع بعضهم متعدد الاسباب.
ظهر جيل السبعينات في العراق في ظل هلع سياسي وارتباك اجتماعي استمر حتى منصف العقد بعد ان بسطت السلطة السياسية يدها على مختلف المؤسسات الثقافية والحياة السياسية داخل العراق مما نتج عنه فرار الكثير من السياسيين والشعراء العراقيين خارج البلاد ونال جيلَ السبعينات من ذلك قسطٌ كبيرٌ أثّر في التحول شعريا وسياسيا لديهم كما نأتي على ذكره لاحقا, قبل هذا ورث جيل   السبعينات خاصتين من تاريخ الثقافة العراقية : تأثير جيل الستينات وتكريس الثورة الشعرية الذي امتزج بحس التمرد والتدمير  وشيوع ثقافة الالتباس واليأس  من جهة وانحسار  تيار الادب الديني والاجتماعي الذي ساد  الحياة العراقية منذ بدايات القرن الماضي ، عند ذينك المفترقين كان جيل السبعينات جيلا قلقا قلما عاش شعراؤه خارج القنوات الحزبية سواء المنسجمة مع النمط الحاكم او المختلفة معه حسب تباين وحجم اختلافها. افرز ذلك القلق نحو شعراء من السيبعينات لتكريس موقف من هذا الصخب كله الى اصدار بيان يتيـم في مجلة ( الكلمة)عام 1973 تبناه شعراء ثلاثة هم (هم خزعل الماجدي وعبد الحسين صنكور وغزاي درع الطائي)    هذا البيان   بمثابة  دعوة الى قصيدة تتبنى مفاهيم الحياة الجديدة واشاعة نبرة الفروسية والاعتدال التي تنشدها السلطة الجديدة, وظل هذا البيان فاصلا بين شعراء ( الكلمة) ولا شعرائها الذين وجدوا في البيان حرفا للتحولات الطبيعية في الثورة الشعرية العراقية عن سياقها التقليدي،  ورغم ان اغلب شعراء السبعينات بدأوا قصيدة يمكن تسميتها بالقصيدة اليومية الا ان البيان المذكور كان اعلانا سياسيا من وجهة نظر اغلب شعراء السبعينات الشبان انذاك, وقد انقلب عليه حتى بعض موقعيه اذ لم يبق منهم ومن قصيدة السبعينات اليومية سوى شاعرين من اتجاهين سياسيين مختلفين   غزاي درع الطائي وكزار حنتوش الاول يكتب شعرا مبسطا عقليا منسجما مع خطاب المؤسسة الرسمية والآخر شاعر مرتبك ومعدم ويكتب في ظل ياس يومي بارز في قصيدته, عدا ذلك لم يبق من بيان القصيدة اليومية شيء يذكر في شعر السبعينات ، حتى الموقعين عليه ارتدوا عنه وكانه يذكرهم بتواطىء سياسي تعبوي خارج الشعر.لقد كان السبعينيون مستلبين سياسيا اما بارادتهم او رغما عنهم  وكان للسلوك اليومي دوره في تصنيفهم حزبيا مما اوجد ظاهرة التناحر الشخصي بين شعراء هذه الحقبة حتى اليوم ورغم ان جيل الثمانينات لم يعش هذا التكريس الحزبي وسط اجواء ساخنة محمومة لاحزبية فيها  سوى مجتمع متوتّر و نظام شمولي ومفاصل مرعبة متشعبة عنه وحرب مثيرة في مداها ومرجعياتها السياسية والدينية، الا انهم ايضا ورثوا فكرة التناحر الشخصي لاسباب اقل وضوحا مماهو عليه في السبعينات التي كان عام 1975 فاصلا  هاما في مصائر شعرائها بعد ان اخليت الساحة العراقية لطرف دون الاخر ووجد الشعراء من غير المنتمين للاحزاب والتيارات المناوئة فيمابعد ساحة ثقافية مريحة لمواصلة مشروعهم .ورغم ان مناخ النزاع  والهلع ذاك قد  بدا هادئا او تراجع بفعل ظروف الحرب  غير ان خطي الداخل والخارج اللذين تمخضا عن تلك المرحلة   ظلا يعملان باتجاهين متوازيين : شعر  سبعيني منفي وانتاج شتات في ضوء حرية شاسعة وحيف مماحدث ومحاولة تحويل التداعي السياسي الى تميز شعري . وشعر سبعيني ينتج داخل  البلد في ضوء مرونة واسعة في النشر حيث تتبنى دار الشؤون الثقافية في العراق نشر   دواوين جميع شعراء السبعينات الذين ظلوا داخل العراق دون ادنى انتباه لما بدت عليه نتاجاتهم اللاحقة من تحول وارتداد عن خطابهم بداية العقد حيث تحولت قصيد ة خزعل الماجدي من ( انا وفرسي والزمان معي ) الى ( خزائيل) و(شمس الزايرجة) وكذلك نصوص زاهر الجيزاني ( كآبة الملك) و( الاب في مسائه الشخصي) فيما بقي اخرون من شعراء السبعينات على ذات النمط المنسجم مع المناخ السياسي السائد مثل عبد المطلب محمود ومرشد الزبيدي وغيرهم فيما حاول بعض شعراء سبعينات الداخل التنظير للتجربة برمتها ( فاروق يوسف) على سبيل المثال.في الطرف الاخر قام انتاج سبعينيي الخارج على الافادة من خبرات ثقافية وفرص التماس مع الحياة والثقافة الغربية فضلا عن تراكم معاناة المنفى وقلق العمل السياسي والبحث عن امان ومأوى فكانت قصيدتهم  تواصل تجريبتها في تحت ظروف مختلفة في حجم تاثيرها وقسوتها     . غير ان الملفت في تجربة السبعينات هو  شعراء اساسيون في الجيل ظلوا داخل العراق غير انهم على هامش الحياة والمؤسسة الثقافية وهذا الامر اوجد تصادما شرسا بين هذا التيار الذي مثله كمال سبتي وخليل الاسدي  وتيار الجيل السبعيني السائد    وقد لبس هذا التصادم وشاح الخلاف الشعري حيث ان تسميته بالخلاف السياسي هناك له ثمن فادح ، صورتان لتلك القطيعة ( الصمت ) الذي كان عليه خليل الاسدي بعد ان نالت الحرب من جسده ووضعه النفسي والاجتهاد والاصرار على مواصلة المشروع السبعيني الذي كانت عليه تجربة كمال سبتي   منذ مجاميعه الأولى ( وردة البحر) و (ظل شيء ما) حتى  ( حروف المصحح)  وقد كانت تجربة كمال    منسجمة مع حال خراب الجيل وشتاته خصوصا   مواصلته التجربة بعد هروبه من العراق عام 1989.   لقد واجه الثمانينيون اول ظهورهم على الساحة الثقافية العراقية اثار تلك التراجيديا االاجتماعية والسياسية في الشعر السبعيني وكانهم يتلمسون بقايا معارك ويتحسسون كدمات جيل صاخب متشعب الاتجاهات في تاريخ القصيدة الجديدة وماتعرضت له جراء ذلك. وكانت مرحلة الثمانينات مرحلة للمراجعة السبعينية ومرحلة لظهور  الجيل الثمانيني الأساسي الذي مثلة  شعراء جدد مفتتح الثمانينات وكانوا في طور تحولهم الى قصيدة النثر من تجارب لهم في القصيدة التقليدية تحولا بمواصفات  جعلتهم يؤسسون قصيدة مستقلة ذات بنى واجتهادات خاصة بهم.وتحولت عناصر الصراع داخل العراق من التحزب الى نزاع بين جدية الشعر ومشروعه وثورته وبين التهميش الذي تعمل السلطة على فرضه باشاعة ثقافة جماهيرية رثة انساق اليها الكثير فيما ظلت تجارب لشعراء وكتاب مثل زاهر الجيزاني وعادل عبد الله ورعد عبد القادر وغيرهم  الى جانب هاجس الثمانيين الجدد الذين بدوا منسجمين مع المشروع السبعيني لدى الذين غادروا او هربوا من العراق من زملائهم
لعل من المحاذير التي يتردد بفعلها الباحث  في تجربة جيل الثمانينات  الشعري دراسةً حرةً معمقة ان مرحلة الثمانينات عادة ما توقع الباحث او الناقد في حبال تناقضاتها فاذا ماتحدث عن التجربة بوصفها مفصلا في سياق الشعر العربي والعراقي خاصة يكون قد دوهمَ من قبل تيار متشنج يرى ان كل ماكُتِبَ  خلال  فترة الثمانينات انما هو نتاج ثقافي مؤسساتي يتصل بثقافة السلطة وهذا التيار من ادباء ومثقفين اغلبهم مهاجر مبكرا يتعامل مع منطق التاريخ الثقافي والادبي للعراق تعاملا انتقائيا ضيقا في وقت كان فيه شعراء الجيل الاساسيون مثل محمد مظلوم    ونصيف الناصري ومحمد تركي النصار وباسم المرعبي وناصر مؤنس    وسعد جاسم وصلاح حسن ووسام هاشم و كاتب المقال وغيرهم يعملون على اعادة الاعتبار  لتجريبية الشعر الحقيقي في ظل انتهاك السلطة وتداعي المنجز العراقي الأساسي للشعر بضمنه الشعراء اللذين هُجّروا من البلد تحت ظرف السبعينات المثير ويشيعون ثقافة طليعية   بعديدة عن المؤسسة الثقافية ويتعرضون للقمع الثقافي والتجاهل حيث لم تصدر وزارة الثقافة والأعلام لهؤلاء أي كتاب طيلة العشر سنوات التي  انتج شعره فيها  باستثناء ديون للصائح نشر على النفقة الخاصة عام 1986و أعيدت طباعته في بيروت  بعد ذلك وديوان لباسم المرعبي طبع في بيروت   بعد حصوله على جائزة رياض الريس وكأنّ شعراء هذا الجيل انتظروا فرصة الهروب لنشر كتاباتهم خارج البلد كماحصل حيث اصدر محمد مظلوم ( ارتكابات) و(محمد واللذين معه) و( النائم وسيرته معارك) واصدر الصائح ( وقائع مؤجلة) و( نحت الدم) و(عذر الغائب) واصدر باسم المرعبي( مجاميع ثلاث) واصدر صلاح حسن ( المحذوف) واصدر  ناصر مؤنس  كتابين في القصيدة المرئية التي  دعا اليها وغيرهم  فقد اصدر اغلب شعراء الثمانينات مجاميعهم برمتها خارج العراق في سابقة ملفتة لم تحدث مع أي جيل سابق لهم (. وفي الوقت الذي جرت محاولة تهميش هؤلاء باتاحة الفرصة لشعراء اخرين منسجمين مع المؤسسة الثقافية شعرا وسلوكا ومقاربين لاعمارهم بدا ان شعر الثمانيات بتياره هذا  شعرا منفيا داخل العراق وشعرا انتظر فضاء حرا يرى من خلاله اصداء ما انجز وردود فعل الذين ادعوا انهم الى جانب الشعر ضد الحياة الملفقة والسياسة والقمع والاضطهاد وهم يستقبلون طليعة اخرى من شعراء العراق افلتوا من نير الدكتاتورية وتاثيرها. غير انهم( الثمانينيين) ما ان خرجوا من اتون ذلك حتى اصطدمو بمحدودية ما راهنوا عليه في المنفى، ثقافة بلا ملامح وشعر من العويل والتوتر وتصفية حسابات واراء جاهزة ومثقفون مرضى باثار النزاع الذي حدث خلال الثلاثين عاما الماضية. وقد انسحب هذا على جميع التجارب الشعرية الجادة سواء من الثمانينيين الذين التحقو بالجيل منتصف العقد  مثل احمد عبد الحسين وكريم جواد وشعلان شريف وحميد حداد وصلاح الحيثاني    واخرين او من جيل التسعينات الذي لاتختلف المصاعب التي يعانيها   عما نتحدث عنه الان.
من المحاذير في دراسة جيل الثمانيات ايضا  ان الباحث يخشى   اذا ما انصرف في الحديث عن تجربة هذا الجيل وماتلاه من شعراء التسعينات بوصفها منتجا ثقافيا تحت وطأة الحرب ( وهو كذلك) دوهِمَ من قبل تيار لايرى من مصطلح الحرب سوى اطارها التعبوي الموجه الذي يصب في قنوات السلطة وخدمة مشروعها، بل يذهب البعض الى ان نتاجهم الادبي وبنائهم المعرفي والثقافي والنقدي يتسم بسمات المناخ الثقافي والسلوكي السياسي المرتبك حتى وان تجنب الانتاج في ضوء معاييره المشاعة.وهذا اقسى انطباع شوفيني ضد الشعر العراقي برمته بل هو غاية العمى الثقافي .حيث يغفل هؤلاء عن عمد بالطبع ان الحرب وقسوة ظروفها انما تمثل  بيئة مهولة التفاصيل جبّارة التاثير لانتاج ادبي هام تنبغي دراسته.
وبين منطقتي التردد هاتين اصيب جيل الثمانينات بالكثير من عدم الاكتراث النقدي والمعايير الانتقائية والتقويم الباهت ، ولم يحظ بسوى التفاتات لبعض شعرائه لعب المزاج النقدي الطارىء دورا في تبنيهم والحديث عن تجربتهم. في وقت لم يمثل هؤلاء التيار الاساسي الثمانيني الشعر العراقي المعاصر.
يمكن القول ان جيل الثمانينات ورث جميع اشكالات الثقافة والشعر العراقيين ولعل المتتبع لما انجز خلال تلك المرحلة يلحظ جليا شدة التنوع في الانجاز الشعري وتعدد التيارات الذي لم يشهده جيل سابق  اذ يمكن ملاحظة اكثر من تيار ينجز في ضوء تاريخ صاخب من التحولات والنزاعات والنظرات المختلفة في إنتاج الشعر من جهة وكذلك في مجابهة سياسة المحو و التعبئة الثقافية التي عمل النظام السياسي على إشاعتها و تقويض رسالة الأدب وخصائص الشعر الأساسية من جهة أخرى، في هذا الاتجاه يمكن  القول إن جميع شعراء الثمانينات الذين نعنيهم  مهما اختلفت فرصهم كانوا ضحايا بصورة أو بأخرى للوضع السياسي والحرب التي حدثت فيها  وهم على  تباين أنماط كتاباتهم لم يكونوا رسميين او جزءاً من   ثقافة السلطة لاسيما في الشعر وإذا كانت القصة العراقية شهدت قصصا وكتابا جلبوا لهذا الغرض وكتبوا لغرض محدد هو دعم الاتجاه التعبوي للحرب فان الشعر وتحديدا الذي كتبه الثمانينيون لم يكن كذلك فقد كان شعراؤه جميعا  قد قدموا من مناطق عراقية تعرضت للحرمان والانتهاك و من مستويا ت معيشية معدومة ظلت هكذا ، بل ان رعاية الاجهزة الثقافية الرسمية للشعر العمودي والشعر العامي الذي يدعم سياستها علنا واشاعة الثقافة الاستهلاكية الرثة جعل هؤلاء الشعراء يسعون الى غاية وحيدة هي انقاذ  رقابهم  واحلامهم بالحفاظ على تقاليد التجريب والجدل الطليعي في الثقافة والادب العراقي   من اثام السلطة وضغوطها ولذلك فان ما فعله بعض الصحفيين والنقاد المدفوعين لاثارة ضغائن تيار ضد اخر في شعر الثمانينات انما هو مشروع منظم لفتح جبهات بين اكثر من ثلاثين شاعرا عراقيا لم ينتجوا في دائرة الثقافة الموجهة ولم يفيدوا من الامتيازات التي كانت السلطة الحاكمة توفرها للسائرين في ركابها, وحين غادروا ميدان الرعب والتسطيح ذاك يصطدمون مرة اخرى بذات النمط من الشللية والحزبية وتقاليد النزاع الرثة في الحياة الثقافية العراقية المهاجرة ، فليس من الحكمة التعامل مع جيل الثمانينات الشعري نقديا بوصفه مشهدا ذا ملامح واحدة كما هو حاصل الآن كما لا يصح تناول شريحة منه - مثلما جهد بعض النقاد في ذلك - على انها تمثله وتمثل مرحلة الانتاج الشعري العام فيه  لاسيما وان تلك المرجلة شهدت تيارين بارزين في انتاجها الشعري،  تيارا تحديثيا طليعيا جهد في بناء قصيدة مختلفة لها ملامحها التي ميزته عما سبقه من تجارب حيث شهد شعر هذا التيار بدايات طبيعية في سياق القصيدة العربية والعراقية وتحول لاسباب رآها شعراؤه ونظّروا لها ابرزها قصيدة النثر الثمانينية واقول الثمانينية لانها اختلفت لدى شعراء  هذا التيار عما كتب من نثر لدى غيرهم وكانت جهود هذا التيار بعيدة تماما عن المؤسسة الثقافية بل انها عملت على اهماله تماما ولم تتح له فرص النشر او الدعم والتبني ا وهو اهم تيار في الثمانينات كتب عن الحرب  بصورة مختلفة عما سبق كما انطوت تجربته على ملامح مركبة اجتماعيا ونفسيا وسياسيا ( ولعل قراءات لاحقة ستعقب هذا الموضوع) تشخص ذلك وتحدد مميزاته. وهذا التيار مثله الشعراء  محمد مظلوم وناصر مؤنس وصلاح حسن وباسم المرعبي ومحمد تركي النصار ودنيا ميخائيل ونصيف الناصري وسعد جاسم وسلام سرحان ووسام هاشم وعلي عباس واحمد عبد الحسين وكريم جواد وشعلان شريف   وعدد غير قليل من زملائهم على اختلاف وحجم ادوارهم في ترسيخ معايير  شعر الثمانينات، وهناك تيار كتب القصيدة اليومية وقصيدة اللقطة الشعرية الموجزة واتسمت قصائده برومانسية بارزة   وقد حظي هذا التيار بدعم عدد من النقاد العراقيين الذين اعتبروه شعرا مريحا يخترق الالتباس الذي احدثة  التيار الاول من جيل الثمانينات وبعض تجارب الشعراء السبعينيين .وهذا التيار ضم   الشعراء عدنان الصائغ وعبد الرزاق الربيعي وفضل خلف جبر وامل الجبوري وعلي الشلاه وشعراء اخرين في  ذات الاتجاه.وقد احدثت الضغوط لنفسية والسياسية في حياة هذا الجيل تقاطعا بين تياريه لم يكن تقاطعا منطقيا اذ انصرف البعض عن البحث في شاعرية وامتياز الاخر الى ماهو خارج التقليد الثقافي وراح   يفتش في الاخر عن أخطاء ومزالق من اجل شن الحرب علية فتحول نزاع الثمانيين فيما بينهم الى نزاع ضحايا،فضلا عن التجاهل النقدي والاعلامي الذي يتعرض له الشعراء الاساسيون في الشعر الثمانيني والذي يمثل تجاهل نتاجه الشعري نقصا فادحا في مصادر رؤية تطور القصيدة العراقية وتحولاتها بالاضافة الى انه بمثابة اقرار ضمني غير موضوعي عن تعثر الثورة الشعرية العراقية وانتهاء فاعليتها.
 
البحث Google Custom Search