أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
موت القائد الضرورة بالنعال

زهير كاظم عبود

لم تكن يد الشاب البصري وحدها من تصفق وجه ( القائد الضرورة ) بالنعال ، فقد كانت كل جماهير العراق تصفق معه بأحذيتها وجه صدام  الذي  كان سبباً في توقف حياتها وعمرها وجريان مائها وصفاء سمائها .
ولم يكن نعال الشيخ البغدادي وحده من يصفق الصورة بالنعال ، فقد كان كل أهالي بغداد بأحيائها الجميلة تشد سواعد أبنائها وتصفق بنعالها وجه صدام التكريتي .
ونتصفح كتب التاريخ فلانجد أن زعيماً أو قائداً أو رئيس عشيرة أو مختار محلة تم صفقه بالنعال وبقي قائداً للنصر .
ولم يكن الشباب الذين وضعوا الحبال في عنق صنم  العراق الأوحد والمجنون الذي تصور أن أرادة الله لاتصيبة ولايمسه السوء محتمياً  بمجموعة من المخنثين والجبناء من عناصر الحماية الخاصة والأمن الخاص الذين فروا قبل أن يفر سيدهم وخذلوه حين ظهر جبنهم وتخنثهم حيث لم يطلقوا طلقة واحدة  ، كان معهم كل شباب العراق وهم يدوسون بأقدامهم فوق راس صنم صدام .
ولم يكن الفقير العراقي وحده من يريد البول فوق رأس الرئيس ، فقد بال العراق كله فوق شوارب هذا الصنم الذي ماكان يوماً مثل كل  الرجال ، ويشهد له الاحتماء بالحماية والاغتيال والغدر والمجاري والسراديب والأنفاق السرية التي أنفق عمره من أجل أن يبنيها متصوراً أنها تحميه من غضب الناس .
وهكذا تبخرت أسطورة جمهورية الخوف والوهم الذي أنفق صدام عليه مال العراق لزرعه في نفوس العراقيين وترويعهم وإرعابهم وتخريب قيمهم وتدنيس أعرافهم
تبخر الخوف في نفوس الجماهير فزحـــفت تريد الاقتصاص العادل من الظلم والظلام .
وبقي من كان يعتاش على ظلم العراقيين ويتاجر بشعب العراق ويقتطع من لحم صدورهم وينهش من لقمة عيشهم يبارك للطاغية طغيانه وللدكتاتور تسلطة وظلمه يتحسر على تلك الأيام بعد أن فضحهم الله ، ارادوا خداع الجماهير بحرب شعبية لحماية السلطة فلم تنجح ، وأرادوا أن يغرروا بالصغار في الانتحار فلم ينتحروا ، وأرادوا أن يختلقوا صورة وهمية وغير حقيقية للدفاع عن السلطان فلم يفلحوا .
بالنعال والبول والبصاق حارب الشعب صدام ، فقد سلط الله عليه قوة لا يقدر عليها حينما استطاع أن يتمكن من شعب العراق في غفلة من الزمن الرديء .
ويقول الشاعر مظفر النواب :
بولوا فهذا زمن البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء
أبول عليهم بدون حياء
فوق حاربونا بدون حياء

مقطع من ديوان "نشيد أوروك" للشاعر العراقي عدنان الصائغ - دار أمواج بيروت 1996

......................
- كمْ ساعتكَ الآن؟          
- منتصفَ الفجر ببغداد.........
ورجالُ الآر بي جي خلفَ النخلِ
يدكّون قلاعَ الدكتاتورِ (يفتّشُ بين الأدراجِ
عن الحرسِ الخاصِ:
لقد فرّوا) فيلوذُ بزاويةِ المرحاضِ..
يموتُ وحيداً مذعوراً..
يسحلُهُ صرصارٌ من ياقتهِ،
            - بين الأنقاضِ -
يخشخشُ بالأوسمةِ الذهبيةِ
تعتركُ الديدانُ على جثتهِ
          كاميراتُ الصحفيين
        تعلّقه فوق الجسرِ أكفُّ الشعبِ الهادرِ
لافتةً لنهايةِ عصرِ الطغيانْ
............


(*) نشرت في موقع "كتابات" 9-4-2003
 
البحث Google Custom Search