أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
صورة المثقف

نديم علاوي

إذا كانت صورة المثقف في المخيلة الشعبية تعني ضمن ما تعني, ذلك المارد الجبار الذي يقل للشيء كن فيكون..سليل الحزن الأبيض , وزقزقة العصافير فوق مرقد الإمام... المتفنن في صياغة الكلمة وزخرفة النظم ... منفاخ الحداد الذي يبعث الجمر واللهب في الفحم الرميم.. الشعار الذي ينضوي تحت ظله عمال وفلاحي وطلبة وموظفي ومستخدمي بلد كامل لا بل حضارة بأكملها.. الروضة الباسقة التي تزخر بما لذ وطاب من جواهر الكلم ومحاسن اللفظ..الحارس الذي بيده مفاتيح الخير والخلاص...
الشمعة التي تحترق لتضيء الطريق لقوافل الإبداع ...
عش العنكبوت في مدخل جبل حراء....
سفينة النجاة في فوهة مثلث برمودا....
الصندوق الأسود في حطام طائرة متناثرة....
التعويذة المسكونة بالملائكة في رقبة طفل يتيم...
بطاقة الدخول إلى حفل راقص...
سيدة التفاحات الأربع في مراثي الشاعر القتيل...
مرينه بيكم حمد في قطار الشاعر السريع...
الحلاج في حب على بوابات العالم السبع....
تالي ( تفلته) بخلك وصلة جريدة؟؟...
الفولاذ سقيناه في حديقة الكاتب الضرير...
المطر في سرير الشاعر العليل

(أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا أنهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
بل انتهاء- كالدم المراق, كالجياع)
ـ بدر شاكر السياب

إذا أراد المثقف أن يحافظ على بريق صورته التي اختزنتها ذاكرة المخيلة الشعبية , وأراد منا أن نؤرخ له في سجل التشرد والمنافي , فليكن نصف  تاريخه على الأقل أغان وكحل..

(العراق الذي يبتعد
كلما اتسعت في المنافي خطاه
والعراق الذي يتئد
كلما انفتحت نصف نافذة
قلت : آه
والعراق الذي يرتعد
كلما مر ظل
تخيلت فوهة تترصد ني
أو متاه
والعراق الذي نفتقد
نصف تاريخه أغان وكحل
ونصف طغاة)
- الشاعرعدنان الصائغ


(*) نشرت في موقع "كتابات" 19-2003
 
البحث Google Custom Search