أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
ﻻ يمكن تكفين شاعر (والصائغ هو عدنان)

حسن بلاسم
hassan73@mail2world.com

ليتني شاعر٠ على الاقل لدسست قدمي في فم الحياة كي تستريح٠ تخيل لو كان بحوزتي قصيدة ذهبية٠ اتظن ان الطواويس الحليقة يمكن لها ان تنام مرتاحة٠ او ليتني صائغ.
تعرف البارحة كانت تمطر عندنا هنا بشدة٠ وكنت في النافذة٠ تعجبت !! لما ﻻ يمكن تكفين قصيدة ذهبية٠ ولما هي اسعد من ماء اللحظة هذه٠ فتحت ورقة صغيرة كان صوت ريلكه يخطط بياضها٠ لوقالوا لي الان ان ريلكه لم يكن ريلكه النبيل٠ ما الذي سافعله بصوته على البياض٠ هل ستكف شموسه عن ضمي كلما تجمدت من الوحشة٠ ومن هذا الذي يقول ان ريلكه يخون٠ ولو كان هذا الطاووس الاصلع الان بقربي لرميته من النافذة٠ ليثبت لنا ماهو الطاووس العاري تحت حقيقة كل المطر٠ وبينما انا غاضب حتى من نفسي ، فانا الاخر طاووس وبلا قصيدة ذهبية اي ميت مرتين٠ مر من تحت النافذة صائغ وسيم يتابط منفاه باتجاه اوجاعه النبيلة٠
وكان يغني٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اغلقت النافذة وهرعت الى النوم لئلا ينفجر من حنجرتي ما ﻻ يطاق٠
حلمت :
كان عام ١٩٩٣ وكنت في العشرين من العمر وفي ساحة الميدان بالتحديد٠ اكمل ربع قنينة العرق المغشوش في موقف الباص٠ حين طب علي عاشق المسرح العراقي ( جبار محيبس )٠ تحدث عن الحطام وعن ثورة المسرح وعن اهم اخطاء الله٠ ولما انا هنا ، ولما هو في بيت يغرق كل ليلة بمياه المجاري في مدينته الثورة٠ كل شيئ كان مناسب ، الا ما اخبرني به وهو يودعني الى صباح الموت القادم٠
لقد رحل الصائغ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
حملت نفسي بهلع وعدوت الى اختي دجلة٠ هي الاخرى تاكدت ان الحصار سيتضاعف مرات وقد صار الشاعر حقيبة منفى٠
تشربين كأس ؟!
نخب الصائغ عدنان٠٠٠٠٠٠٠٠٠


(*) نشر في موقع "كتابات"  4-7-2003
 
البحث Google Custom Search