أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
- نقطة ضوء -

الحسد

د. جليل العطية
- فرنسا -

عندما فرغت من قراءة القصيدة في الصفحة الخامسة والأربعين وما بعدها وضعت في الجزازة – المرفقة – على عادتي ملاحظة تعني أن عليّ إعادة مطالعتها.. وهذا ما تكرر معي في هذه المجلة العراقية الرصينة التي نستطيع أن نفخر ونتحدى بها مؤسسات الدول.. إنها (الاغتراب الأدبي) التي تألقت في عددها السابع والثلاثين لسنة 1997... عنوان القصيدة، مرثية عازف النشيد الوطني للشاعر (عدنان الصائغ).
وبينما كنت منهمكا في استعادة صورة عازف النشيد الوطني الذي يدخل السجن بسبب خطأ يحول (شين الرئيس) إلى (ثاء) نبهتني ابنتي إلى أن بريدي لذلك اليوم يحمل صورة (بيان من المنظمات والنوادي الثقافية العراقية في هولندة) مكرس للهجوم على هذا الشاعر ويعترض على منحه جائزتين...
يبدو أن هذا البيان ليس جديدا، وعلى الرغم من أن (الصائغ) رد عليه وعلى اتهامات أخرى في تعقيب له المنشور في (الوفاق 281) تحت عنوان – تعال نتحاور بهدوء – فقد رأيت من واجبي مناقشة الموضوع – ليس من أجل (عدنان الصائغ) الذي رد وأوضح ودعا إلى الحوار..
هذا الحوار الذي لا يفهم البعض إنه حوار فكر ورأي، بل استعداء يؤدي إلى قطع رزق.. أو ربما إلى قطع أجزاء من الجسد لا سامح الله.
أردت مناقشة الموضوع لأنني أرى بأن الصمت عنه يعني نقل الإرهاب الفكري، الذي رفضناه داخل الوطن إلى الخارج – إلى المنافي الآمنة التي يفترض أن نكون قد تعلمنا منها وأفدنا من تجارب شعوبها في التفكير الحر، النقي البعيد عن العقد والشللية وحروب المقاهي وثرثرات الحانات الرخيصة.
هذا البيان يطالبنا بالعودة إلى بديهيات أو ثوابت لم نفكر بها سابقاً وهي:
- من هو الوطني؟
- من هو المعارض؟
- هل الوطني هو من ترك وطنه سنة 1979 – أي بعد انهيار الجبهة الوطنية والقومية التقدمية؟
- وماذا عمن ترك الوطن بعد سنة 90 – أي بعد احتلال الكويت؟
- وهل الرواتب التي تسلمها موظفو الدولة في تلك الفترة هي (محللة) شرعيا؟
- وهل أن كل ما صدر من مطبوعات عن وزارة الثقافة والإعلام وبضمنها نتاجات السادة، حسب الشيخ جعفر، محمود جنداري.. الخ.. يجب أن يحرق؟ أعود إلى "البيان" فأقول إنني قرأت أسماء المنظمات والجمعيات التي وقعته وعددها ثمانية، فلم أجد أنها تعني لي أي شيء. فلا أذكر إنني سمعت عن نشاطها رغم أنني موجود في أوروبا منذ تسعة عشر عاما..
ثمة قانون في فرنسا يحمل اسم 1901 يحق لكل مواطن بموجبه إنشاء جمعية – (هذا يعني أن من حقي شخصيا إنشاء خمس جمعيات مرة واحدة)!
لعل هولندة تملك مثل هذا القانون الذي يشجع على إنشاء الجمعيات ذات الهدف العام الثقافي أو الاجتماعي أو الإنساني أو كلها مجتمعة.
أكبح جماح قلمي الميال إلى السخرية والهزل فأقول إنني اتصلت بثلاثة أصدقاء معارضين مخضرمين يقيمون في هولندة أسألهم رأيهم، وإذا بهم يسمعونني ما لا يليق ذكره عن ممن يقف وراء نشر البيان ويبدو أن هذا هو الذي دفع هؤلاء للتستر وراء المنظمات وعدم نشر أسمائهم صريحة كما تقتضي الأصول..
لا أريد أن أتحدى هؤلاء، بل أتحدى الشعراء منهم أن يقدموا نتاجاتهم الشعرية والإبداعية لنعرف لماذا حجبت عنهم الجوائز ومنحت لشاعر ذنبه – إن كان لم ذنب – أنه مبدع متميز!
"نشيد أوروك" وحده الشاهد على قدرات هذا الشاعر الذي يمتلك طاقات شعرية وإبداعية يعجز عنها كتبة البيان "التقرير".
وقديما كان في الناس:
ولاحظ عنوان هذا العمود رجاء.


(*) نشر في صحيفة "الوفاق" لندن ع 284 في 25 أيلول 1997
 
البحث Google Custom Search