فيما العراق يواجه آخر ما توصل اليه الإنسان من موهبة النسف والمحو والإلغاء .... يظل العراق شاهرا أفتك أسلحته ضد القبح والمؤامرات والإستهداف ... الجواهري ... السياب .. مظفر النواب ... سعدي يوسف ... عدنان الصايغ ... محمد سعيد الصكار ... جعفر العلاق ... حسب الشيخ جعفر ... نصير شمه ... منير بشير وغيرهم!!!.
*
ثروة وكالات الأنباء تكمن في الكوارث لا المهرجانات أو الكرنفالات. لنتقص الصورة الآتية : جندي أميركي في ذروة زهوه أمام امرأة حرة تمضي في طريقها بوثوق معجز ... يصوّب بندقيته نحوها وهو في ذروة قلقه وتوجسه ... فيما هي في ذروة يقينها : لا أحد يملك طاقة مصادرة طريق سلكته لأكثر من 30 عاما لقراءة الفاتحة على قبر ... أو لنثر زغاريد في حفل عرس نادرا ما تعرفه أرض منذورة للدم والذبح والسبي كالعراق!!!.
*
لنرصد اللقطة الآتية التي وجدت فيها إحدى وكالات الأنباء نصرا لا يقل عن نصر دك أية مدينة مستعصية في التاريخ : جندي أميركي يصوّب بندقيته تجاه 15 طفلا برفقة سيدتين ، حيث تم إرغامهم على مغادرة البيت ... البيت يشبه في تهالكه ... تهالك الإرادة العربية التي تشبثت بـ " ذهب السكوت " طالما أن الكلام من " فضة " ... فيما طفلة في الطرف الأقصى من الصورة تكاد تقهقه ربما لرعدة انتابت الجندي الأميركي لهذا التجاهل الفريد ولقوة السلاح في يد غاز تم إيهامه بأنه ذاهب لاصطياد مجموعة من الأرانب وقطيع من الغزلان ... فيما هو محاصر بحقول من الألغام!!!.
*
نخاع متناثر ... ملتصق بهيكل سيارة متهالكة ... طفلة لم تتجاوز السنتين من عمرها ... وعلى مقربة منها سيدة يشع من جبينها كبرياء أمة وصبر كل " أيوب " عرفه هذا الكوكب ... فيما تتذكر انها من لحم ودم ، تلمع من عينيها دمعة قررت أن لا تسقطها كي لا تكون مدعاة زهو لقطيع من الغزاة !!!.
*
لنتأمل هذه الصورة : رجل يرمق السماء بطرفه ، حافي القدميم يجهش ببكاء لو أن الدنيا ما زالت محتفظة بحاسة سمعها لصُمَّتْ لوقعه وهو منكسر القامة أمام عدد من التوابيت التي امتلأت بجثث أهل بيته واسرته ... 15 ذبيحا قتيلا بينهم ثلاث أناث ضمهن تابوت واحد ... 15 كربلاء في بيت واحد ... كأن الرجل وهو يرمق السماء بطرفه رافعا يديه مناجيا ... يردد قول الذبيح القتيل المسجى على بوغاء كربلاء : " اللهم إنْ كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى " !!!.