أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
مجلة "ضفاف" الثقافية في عددها التاسع
أربعون كاتباً يحتفون بتجربة عدنان الصائغ الشعرية

عدنان حسين أحمد
أمستردام

يجترح الشاعر وديع العبيدي أسلوباً منهجياً معمّقاً في تكريس مجلته الثقافية ( ضفاف ) من خلال إصدار أعدادٍ خاصة بالأدباء والنقاد والمفكرين العراقيين. وقد سبق له أن أصدر عدداً خاصاً بالقاصة والروائية العراقية لطفية الدليمي عام 2000 ، ثم أردفه بعدد خاص بالناقد يوسف عز الدين عام 2001. وها هو اليوم يتحفنا بعدد خاص كرّسه للشاعر عدنان الصائغ الذي يُعد علامة فارقة في الشعر العراقي المعاصر. ورب سائل يسأل: ما هي المبررات أو المسوغات التي تستدعي إصدار عدد خاص بشاعر أو قاص أو روائي أو ناقد؟ ولا أظن أن الإجابة على هذا السؤال تنطوي على شيء من التعقيد إذا كان المبدع ( المحتفى به ) في أي من الفنون القولية وغير القولية يشكل ظاهرة إبداعية متميزة تستحق البحث والدراسة والتقييم. وأعتقد أن هناك ما يشبه الإجماع على تفرد شاعرية عدنان الصائغ، ليس بين أقرانه ومجاييله حسب، وإنما في الشعر العراقي المعاصر عامة. وليس أدل على ذلك إلا احتفاء الشعراء العراقيين به بدءاً من جيل الرواد وانتهاءً بجيل التسعينات الذي توزع هو الآخر في المنافي البعيدة. ولا نريد أن نتوقف عند الشعراء العرب أو العالميين الذي أثنوا على تجربة الصائغ، وعدّوها في مصاف التجارب العالمية، ولم يقلبوا لصاحبها الموهوب ظهر المجن، فهم كثر، ولا يمكن الإحاطة بأسمائهم في هذا العرض السريع لفحوى العدد التاسع من مجلة ( ضفاف ) الثقافية العامة. ففي مفتتح هذا العدد يؤكد وديع العبيدي، رئيس تحرير المجلة، على ضرورة إرساء قيم وتقاليد ثقافية جديدة تحترم المنجز الإبداعي من جهة، وتبجل القارئ العضوي بوصفه مبدعاً آخر للنص على صعيد التلقي الإيجابي الفاعل. وقد سعى كاتب هذه السطور إلى التوقف عند محاور عديدة في تجربة الصائغ الشعرية، أبرزها المغايرة والاختلاف في كتابة الأشكال والمضامين الشعرية مثل قصيدة الومضة بوصفها نصاً إشراقياً خاطفاً في عدد من مجاميعه الشعرية، والقصيدة الملحمية الطويلة كما في ( نشيد أوروك ). كما توقف عند سحر الكلمات وغواية اللغة في قصائد عدنان الصائغ، وما أفضت إليه هذه اللغة من محاولات جدية لكتابة النص المفتوح الذي يصهر مختلف الأجناس الإبداعية بين دفتيه. وفي باب ( إضاءات ) نطالع آراء أكثر من مئتي أديب وناقد وصحفي وفنان أعربوا عن دهشتهم وإعجابهم بشعرية عدنان الصائغ، وهذا إجماع نادر أظن لم يحصل عليه أديب عراقي من قبل. وفي باب مختارات شعرية نقرأ للصائغ عدداَ من قصائده القديمة والحديثة. ثم يلي ذلك حوار مطوّل أجراه الشاعر وديع العبيدي الذي نبش في طفولة عدنان الصائغ وذاكرته، وبحث في مصادر معرفته، ومرجعياته الشعرية، وتقصى آثار أسلافه وآبائه الروحيين الذين أمدّوه بهذا الوهج الشعري الأخّاذ. كما توقف عند الأسباب الحقيقية التي ميزته عن أقرانه الثمانينيين، ودقق في الأسباب التي جعلته يقع بين مطرقة أدباء السلطة من جهة، وسندان أدباء المنفى وأدباء المعارضة من جهة أخرى. وربما يعود السبب الحقيقي لنجاح هذا الحوار العميق والمستفز هو أن المحاور ( بكسر الياء ) لم يترك شاردة وواردة إلا وتوقف عندها، مستغوراً إياها، ومستنطقاً معطياتها إلى أبعد حد. الدكتور حسن السوداني بذل هو الآخر جهداً جهيداً في كتابة سيرة ذاتية للصائغ بأسلوب غير تقليدي فيه كثير من الجدة والإثارة والتركيز، الأمر يعطي للقارئ تصوراً دقيقاً لتجربة عدنان الصائغ شعرياً وحياتياً. أما الدكتور عبد الإله الصائغ، خال الشاعر وعرابه، فقد كتب دراسة قيّمة عن فن السيرة زوّدنا من خلالها بتفاصيل دقيقة عن الشاعر لا أظن أن إنساناً آخر كان بإمكانه الإحاطة بها كما فعل الدكتور عبد الإله. وربما ذهب أبعد من ذلك عندما أحاطنا علماً بسيرة حياة العائلة برمتها وبأسلوب أدبي شيق يأخذ بتلابيب القارئ حقاً. كما تطرق الدكتور إلى سيرة حياة العراق الفجائعية خلال العقدين الأخيرين تحديداً وما نجم عنهما من مآسٍ وكوارث لم تفلت من مرصد عدنان الصائغ الذي التقط كل الوقائع والأحداث ودونها في نصه الملحمي ( نشيد أوروك ). لقد أتاح الدكتور عبد الإله للنقاد والباحثين والدارسين فرصة ذهبية للإفادة من هذه المصادر والمرجعيات والإحالات الكثيرة التي تسلط الضوء على تجربة عدنان الصائغ الشعرية، ناهيك عن عشرات التفاصيل الصغيرة التي لم تترك زاوية منسية أو جانباً معتماً في حياة الصائغ إلاّ وسلطت عليها الضوء. فضلاً عن الرسائل التي أضعها في ( خانة ) النصوص الأدبية الجميلة التي تعكس شفافية عدنان الصائغ، ليس أمام عرّابه حسب، وإنما أمام أصدقائه الكثيرين. وربما كان الشاعر العذب عذاب الركابي كريما بما فيه الكفاية لأنه كحّل أعيننا ببعض الرسائل الشخصية التي كتبها الصائغ له من منافيه المختلفة. في الباب الثاني نقرأ دراسة الناقد عبد الجبار داوود البصري الذي التفت منذ وقت مبكر إلى شاعرية عدنان الصائغ، لكنه لم ينسَ في المقال الإشارة إلى أن الناقد يوسف نمر ذياب هو أول من نبّه إلى شاعرية الصائغ وأهميته من خلال قصيدة ( صباح الخير أيها المعسكر ) التي نشرتها جريدة الجمهورية البغدادية عام 1984. أما مدني صالح، الناقد والفيلسوف العراقي المعروف، فقد جازف في حينها في القول: ( بأن عدنان الصائغ هو أشعر العرب الذين جاءوا إلى الشعر بعد نزار والبياتي والسياب )، وراهن على شاعريته الفذة من خلال مجموعة شعرية واحدة. ثم انتبه إلى مجازفته التي تنطوي على شيء من التسرع والعجالة، ومع ذلك فأنه لم يرَ في إعلانه أو تقييمه أية مبالغة. يوسف الأسدي تناول ( المعادلة الصعبة في أغنيات على جسر الكوفة ) والتي حاولت أن تزاوج بين النثر والقانون الشعري في رصده لحركة الواقع العراقي من خلال الذات تارة، والموضوع تارة أخرى. بينما رأى حاتم عباس في ( أغنيات على جسر الكوفة ) هماً كونياً كبيراً منساباً عبر الدفق العاطفي الفطري للشاعر عدنان الصائغ. الشاعر المرحوم رشدي العامل كان يشدد على القول بأن عدنان الصائغ شاعر غير دعي. كما كان يخشى عليه من إطراء الآخرين. ولهذا فقد أوجز نصيحته للصائغ بأن مواصلة المسيرة الإبداعية هي التي تحمل بين ثناياها النجاح الحقيقي الناجز، وليس النجاح المؤقت الذي يتلاشى بذهاب مناسبته. الناقد حاتم الصكر رصد ( الداخل الضيق والخارج المتسع ) في قصائد الصائغ التي ( تتناول الحياة متناً والحرب هامشاً ) عبر شعرية أسماها ( منحرفة ) تقوم على كسر القواعد اللغوية والإيقاعية، وعدم تقديس البحور الخليلية. الناقد عبد الجبار عباس يرى أن تجربة الصائغ في ديوان ( سماء في خوذة ) تتوفر على خبرة شعرية استقاها الشاعر من قراءاته لجيل الرواد والأجيال اللاحقة، ففيها بوح غنائي وسيناريوهات ذكية، ومنولوجات داخلية، وحوارات قصيرة مستوفية لشروطها الفنية التي تتفادى التهويل، وتتجنب الصراخ، وتلوذ بالهمس الخفيف، وتستجير بالبساطة المعمقة أو ما يسمى بالسهل الممتنع. قيس كاظم الجنابي رصد من ناحيته الجنوح السردي في ( سماء في خوذة )، كما ركز مثل غيره من الأدباء والنقاد على المنحى اليومي في قصائد الصائغ. والمنحى السردي يمكن تتبعه وتأشيره من خلال الحوار، المونولوج، الشخصيات، الأحداث، الجمل الاعتراضية وما إلى ذلك. خالد محمد المصري ركز أيضاً على اللغة اليومية في قصائد الحرب. وحقيقة الأمر أن اللغة اليومية لعدنان الصائغ لا تقتصر على ثيمة الحرب وحدها، وإنما تمتد إلى أغلب الثيمات والأغراض الشعرية التي يتناولها الشاعر. داود الفرحان، الكاتب الصحفي الجريء الذي أفضت به جرأته مؤخراً إلى السجن، كتب موضوعاً مكثفاً بعنوان ( خوذة بمساحة الوطن ) ركز فيه على مصداقية الصائغ وشجاعته. وأشار إلى أن ديوان ( سماء في خوذة ) قد ولد بعملية قيصرية معقدة. الشاعرة الكويتية سعدية مفرّح التي تكتب بأسلوب حداثي جريء هو الآخر رأت أن ( سماء في خوذة ) تصدم القارئ سواء في موضوعة الحرب أو في القصائد اليومية ذات التفاصيل الصغيرة. حسب الله يحيى يكتب عن مرايا الصائغ، لكنه لم يحدق إليها طويلاً كما فعل الشاعر عذاب الركابي الذي ما زال ساقطاً في الذهول، مدهوشاً من الشفافية الجارحة التي يتوفر عليها الصائغ من دون أقرانه الشعراء. القاص كريم شعلان يشم رائحة الحرب في ( غيمة الصمغ ) كما يشير إلى لغة الشاعر الواضحة التي تجنبت الغموض والوعورة. الشاعر محمد النصار كتب دراسة قيّمة نبّه من خلالها إلى اعتماد الصائغ ( على البساطة المعمقة وتفادي الأسئلة الوعرة ). كما رصد عبر مجساته النقدية الذكية والمرهفة إلى خطورة ( الذاكرة الإيقاعية ) وما ينجم عنها من ( حفظ واستنساخ وإدمان على صور شعرية محددة )، وهو يرى أن الشاعر الأصيل يقاس ( بمقدار ما يجترحه من أقوال متفردة ). وهذا الاجتراح يتطلب من دون شك قدراً كبيراً من ( المكابدة، والكدح، والكد، والمجالدة ). الشاعر والناقد علي عبد الأمير حدد بعض الأشكال أو النصوص الشعرية التي تنطوي عليها قصائد الصائغ مثل ( نص اللقطة السريعة ) و ( النص المشهدي )، وانتقد قاموس الصائغ اللغوي من جهة، وامتدح استخدام  ( مفردات الشاعر المحسوبة ) في سياقات مختلفة. كما نبّه علي عبد الأمير إلى مغبة ذهاب الصائغ إلى ( أقصى الوضوح ) خوفاً عليه من السقوط ( فجاجة المباشرة ). وهناك العديد من الآراء النقدية المهمة التي تضمنها متن هذا المقال القيّم ( كتكثيف الصورة وتقطيرها والإطاحة بالبلاغة الصورية من أجل تأكيد المعنى ). القاص علي السوداني أكد من دون مواربة أن قراءته لديوان ( تحت سماء غريبة ) ليست أكثر من محاولة لاكتشاف النص، ولكنه بعد القراءة الثانية والثالثة أراد أن يتوقف عند الهامش القصصي لقصائد المجموعة، ولكنه اكتشف من خلال دراسة تطبيقية وتحليلية في آنٍ معاً أن الهامش القصصي قد تحول إلى متن واسع، بينما انحسر المتن الشعري إلى هامش ضيق. د. إبراهيم إسماعيل شارك بدراسة عنوانها ( الإرهاب والخطاب المستتر ) تناول فيها ثلاث مجموعات شعرية من داخل الوطن توصل من خلال قراءتها إلى الشاعر قد أدان الحرب، ولم يمجدها. أما نصيف الناصري الذي كتب مادة طريفة بعنوان  ( عدنان الصائغ وشعراء الحداثة من جيله ) فقد رأى أن تجربة الصائغ تشبه حكاية القرية التي حاصرتها الحرائق من الجهات الأربع فامتطى الجميع ظهور زوارقهم باستثناء رجل ضاقت به السبل فقفز إلى جوف طست يمكن تمييزه من بين مئات الزوارق المتشابهة. وهذا التشبيه لوحدة يغنينا عن الإسهاب والإطناب في الحديث. القاص والروائي محسن الرملي يعتقد أن تجربة الشاعر عدنان الصائغ قد نضجت ( تحت سماء غريبة ) وأنها مالت إلى التكثيف، والتركيز، والاختزال وغياب التكرار الذي عرفته دواوينه السابقة. غالب الشابندر توسع كثيراً في معنى ( السؤال المضمر بين الحداثة والاغتراب ) من خلال قراءته لنماذج عديدة من ديوان ( تكوينات ). أما ( نشيد أوروك ) فقد تناوله كل من  شوقي عبد الأمير، والدكتور حسن ناظم، وكريم جثير، و د. محمد جمعة والقاص صلاح أحمد، والشاعر شيركو بيكه س، والقاص جنان جاسم علاوي، وزينب محمود. وقد تنوعت هذه الدراسات بين تناولها للشكل تارة، وللموضوع تارة أخرى. فهناك من توقف عند الحذف والتنقيط والقص والمزاوجة بين الشعر والسرد القصصي كما ذهب د. حسن ناظم. وهناك من توقف عند الهذيان، والمشاهد البانورامية، وثنائية الحب والحرب مثل د. محمد جمعة. بينما لا يجد القاص صلاح أحمد في الكتابة عن ( نشيد أوروك ) سوى اللاجدوى لأنها ( أي الكتابة ) لا تستطع التعبير عن هذه البراكين المرعبة التي تفجرت من جمجمة الصائغ الزرقاء. في حين وصفها بيكه س ب (نهر العذاب المستمر في جريانه ) وربما يكون أغرب توصيف لهذا النشيد هو ما حذرنا منه القاص جنان حلاوي وهو علينا أن نكون، نحن القراء، يقظين ( لكي لا ينط الدكتاتور من بين ثنايا السطور، فيغرز إصبعه في أعيننا ). د. قاسم البريسم تناول مفهوم ( المفارقة ) التي تقوم على أساس التضاد بين المعنيين الظاهري والباطني من خلال أمثلة كثيرة  مستقاة من الشعر الإنكليزي، وأخرى استشهد بها من ديوان ( صراخ بحجم وطن ) للصائغ. كما بين أوجه الاختلاف بين المفارقة اللفظية والمفارقة السياقية عبر دراسة نقدية شيقة. د. على حداد قدم لنا جدولاً حسابياً بعدد القصائد التي اختارها الصائغ من دواوينه السابقة مشفوعة بدراسة تحليلية قيمة لهذه النماذج الممتدة من ( انتظريني تحت نصب الحرية ) حتى ديوانه الأخير.  الكاتب الجزائري يحيى زكريا تلمس الحس البكائي في قصائد الصائغ، وتتبع تأثره بالحسين ( رض )، وتطرق إلى المأساة بوصفها سمة إنسانية في التاريخ البشري. أما القاص والروائي إبراهيم أحمد فيحفزني إلى استعارة توصيفه الدقيق الذي يقول فيه: ( وإذا كان الشاعر في العالم اليوم يجد وجهه يتقافز على شاشات القنوات الفضائية محاطاً بالنجوم والنساء، فإن الشاعر العراقي يجد نفسه محظوظاً إذا وقف أمام المرآة صباحاً ليحلق ذقنه ويجد رأسه ما زال شامخاً بين كتفيه. ). أما حصة ( تأبط منفىً ) فقد كانت أربع دراسات. الأولى نستطيع أن نقول عنها أنها دراسة عرفانية تستمد قوتها من فيوض د. الأب يوسف سعيد. والثانية التي خشي فيها الشاعر عبد الرزاق الربيعي على الصائغ من الوقوع في ( مطب ) التكرار واجترار الصور الشعرية مما هو سائد ومكرور. غير أن القصيدة  الأولى من الديوان والتي حملت عنوان ( نص ) هي التي طمأنت الربيعي على شعرية الصائغ الذي يصنع من الموضوعات العابرة نصاً شعرياً مشحوناً بطاقة عالية تستدرج القارئ إلى أقانيم الدهشة وتثير فيه نوازع الإعجاب.  الشاعر حسن الخرساني اقتفى طريق الصائغ المحتشد بالحروب، ونبش في ذاكرته المفجوعة التي هي امتداد لذاكرتنا الجمعية، وتعرّف عن كثب إلى جوعه المعرفي، وحاول أن يتماهى فيه من خلال نص شعري فيه من الفيوضات أضعاف ما فيه من الدراسة والنقد والتحليل. أما مسك الختام فيكفي أن نقتبس من دراسة الباحث والناقد زهير كاظم عبود هذه الجمل والتساؤلات التالية التي تنصف تجرب الصائغ الشعرية: ( هل ثمة مصادفة أن يكون عدنان الصائغ من نفس المدينة التي أنجبت المتنبي والجواهري؟ هل ثمة مصادفة أن يكون الشاعر مطلوباً للذبح مثل أسلافه وأجداده الشعراء؟ أشعر أن قامتي تصل السماء وأنا أقرأ أشعار الصائغ في لغات عدة، ويملأني الحزن حينما أعرف أن أشعاره حبيسة في وطني ).  هكذا نطوي الصفحة الأخيرة من هذا العدد الخاص الذي احتفى من خلاله أكثر من أربعين مبدعاً يكتبون في أجناس أدبية مختلفة بشاعرهم الفذ الذي يستحق أن نرفع قبعتنا لموهبته الشعرية التي سوف نظل نراهن على ديمومتها وتألقها بين المواهب الشعرية العراقية التي لا تحصى ولا تُعّد. بقي أن نشُد على يد الشاعر المبدع وديع العبيدي الذي يتجشم العناء اللذيذ في إصدار هذه الدورية النوعية التي بدأت تسد فراغاً واضحاً في الثقافة العراقية الموزعة في المنافي الأوربية تحديداً.


(*) نشرت في صحبفة "الزمان" لندن 2002
 
البحث Google Custom Search