أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
أوراق متناثرة:

عبدالرزاق الربيعي

محمد مزيد

عبدالرزاق الربيعي شاعر من العراق يقيم في بلده الثاني ( عمان ) واحسب انه يسكن مسقط بعد طواف ليس قصيرا في المدن العربية , وقد عرفت الشاعر (الربيعي ) قبل ربع قرن من الزمان دمثا , محبوبا , تسكن روحه الشاعرية , والشعرية , فكنا أنا , وهو , وثالثنا الناقد سعيد الغانمي نشكل فريقا أدبيا تحت فضاءات الصداقة والجيرة لسكننا في منطقة واحدة في بغداد , وهي مدينة الحرية , كنا نجد عزاءنا في المشي في أزقة المدينة , ونحن نناقش ماكنا نكتب في الصحف اليومية , وكان عبدالرزاق يثيرني بصمته الحديدي الذي يستغرق أحيانا دهرا كاملا رغم أنى اعرف ما يعتمل من صخب في دواخله.
آخر مرة التقيت به في شوارع العاصمة الأردنية ( عمان ) قبل سبع سنوات , فاصطحبني إلى بيت الشاعر عدنان الصائغ لنتناول هناك وجبة غداء ,ونحن نتحدث في الشعر والقصة والشعراء والقصاصين الذين ارتضوا البقاء في بلدهم أو الذين غادروه بحثا عن مدن حالمة لا يعيث فيها الحصار , وفي عمَان وجدت الربيعي كما تركته في بغداد , ذلك الطفل الجميل الكبير الذي لاتمل صحبته ولا تشبع من سخريته المريرة !!
حدثني عن مشاريعه الشعرية ورغبته في أن يكون له اسم عربي بين الأسماء الأدبية العربية ناصحا إياي بالبقاء في عمَان من اجل إيجاد فرصتي أيضا من الشهرة والانتشار , كنا نزدحم بالذكريات في الوقت الذي كنا نتحدث كثيرا عن أحلامنا التي لم تتحقق .
كان الصائغ يطلق تعليقاته الساخرة على ما كنت اكتبه في جريدة ( القادسية )
وما كتبته في الصحف الأخرى ., لينتشلنا من مدن الذكريات إلى الواقع الأردني ضاربا عرض الحائط بالذاكرة قائلا لنا إن علينا أن نعيش الواقع ,وعلينا أن نستشرق الحياة نقلا عن مقولة حفظها الصائغ عند لقائه بالشاعر سعدي يوسف , كان اليأس وقتها يكاد تحطيمي بسبب ما فعله الحصار من فعل مزق في دواخلنا حتى ابسط أحلامنا , فكانت عبارة ( لنستشرق الحياة )
سببا في مغادرتي عمان الأردن , ومفارقة صديقي العذب الطفل الكبير عبدالرزاق الربيعي منذ ذلك الوقت , ولحد الآن .


(*) نشرت في جريدة (الوطن) في 20/3/2000
 
البحث Google Custom Search