أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
بعد دخولها الأبواب السرية بصحبة أنثى الأيل

الفنانة السويدية ليزا هلومكفست فري:
عندما تعجز اللغة عن التعبير يتمكن المسرح

أجرى الحوار: د. حسن السوداني
السويد

بعد النجاح الذي حققه مسرح x   السويدي في تقديم تجربته الجديدة في جمع ممثلة سويدية وشاعر عربي يقدمان قراءات شعرية تترجمها الممثلة صوتيا  وحركيا  بمرافقة الضوء والتشكيل، وانتشار هذه التجربة وانتقالها إلى بعض مناطق السويد, التقينا الممثلة السويدية ليزا هلومكفست فري المشاركة في هذا العمل وسألناها أولا عن بطاقتها الفنية؟
أنا من مواليد 1965, درست التمثيل في جامعة لوند( قسم التمثيل المسرحي والسينمائي, ثم واصلت الدراسة في مدرسة (كاله فريكرة) للتمثيل المسرحي, ودخلت كورس خاص مع الموسيقي روت أوسلوف,وأكملت دراستي في المعهد الوطني للتمثيل المسرحي في باريس, واشتركت بأعمال مسرحية كثيرة من بينها (طائر النورس) لتيشخوف, و(حلم ليلة صيف) لشكسبير, و( أمام الأبواب السرية) لسارتر,( وأنثى الأيل) لبوران وستروم, و(مملكة السماء على الأرض) لينسه وليمز, و(الغراب الأسود كالحبر) لماريا سوتدكفست, كما مثلت للسينما فلم  (العين) وهو من إخراج ريتشارد هو بارت,
* ماذا تشكل لك التجربة المشتركة مع شاعر يقرأ بلغة أخرى ؟
في البداية واجهتني الكثير من الصعوبات ومنها مثلا, إيقاع اللغة العربية, فلم أكن سمعيا معتادة عليه ومن هنا فقد صادفتني الكثير من المفارقات فكلما قرأ الشاعر ,اشعر انه يقرا بطريقة لا أستطيع التزامن معها , وبعدها أخذت أتألف مع إيقاع الشعر العربي وعندما نريد أن نتفاهم على موضوع ما ولا تسعفنا لغتانا المختلفتان نلجأ إلى لغة البانتوميم وعندها توصل إلى حل مناسب ومن هنا فأني اعتقد أن المسرح يحمل رسالته التاريخية في التفاهم بين الشعوب فعندما تعجز اللغة عن التعبير يتمكن المسرح وبالتالي فأن تجربتي مع الشاعر عدنان الصائغ ليست تجربة ممثل مع شاعر بل ثقافة مع ثقافة أخرى ونوع من الحوار الحضاري بين ثقافات مختلفة ولغات وعادات وطقوس مختلفة وبما أننا نعيش جميعا على كوكب واحد فـأن ما يدور عليه هو مسؤولية كل البشر الساكنين عليه, تصور أن الكثير من المشاهدين السويديين بدأوا يتذوقون جمال اللغة العربية وأعتقد أن هذا الشعور هو نفسه لدى المشاهدين العرب. حتى الجدارية التي رسمها الفنان التشكيلي جعفر طاعون والتي استخدمناها كخلفية للعمل عبرت عن هذه الروحية وهذا التمازج.  
* بعض القصائد تحمل نفس الاعتراض على الدكتاتورية, هل تناسبك هذه الأجواء كونها تحمل جذرا دراميا؟
لا أخفيك أني أجد صعوبة بالغة في العيش أو التمثل لنفس الأجواء التي عاشها الشاعر ولكني أعتمد على ما تدربت عليه من قوانين المسرح ومن بينها طبعا استخدامي (لو) أستانسلافسكي السحرية التي تجعلك تعيش الدور ذاته أو تقربك منه على اقل التقديرات, أي أن هذه الـ(لو) منحتني التخيل الكافي لأن أجسد الأجواء الكابوسية التي خرج منها الشاعر فأقول لو أنني كنت هناك, لو أنني عشت أجواء الحرب, لو.. لو.. الخ. فضلا عن ذلك أن القصائد تحمل النفس الحكائي مثل قصيدة أجاممنون التي يقول فيها الصائغ: عائداً .../ من غبارِ الحربِ/ بقلبٍ مجرّحٍ/ وذراعين من طبولٍ وذهب/ حالماً بشفتي كليتمنسترا ، العسليتين / اللتين كانتا في تلك اللحظة / تذوبان على شفتي عشيقها ايجستوس /  ليلةً ، ليلة / عندما فتحَ البابَ / رأى في دبقِ شفتيها / آلافَ الجثثِ التي تركها في العراء / فتذكّرَ / أنه نسي أنْ يتركَ جثتَهُ هناك ". وأنت تلاحظ هنا أن القصيدة محملة بالصور الدرامية الامر الذي يدفعك لتخيل الصور بطريقة ليست صعبة كما هو الحال مع بعض الكتابات الشعرية التي تحتاج الكثير من الخرائط والتوضيحات للوصول أليها!!
*ما هو تعليقك على تقديم عملين مسرحيين عن ألف ليلة وليلة في آن واحد على مسارح السويد؟
ربما مصادفة ولكني لا أنكر أن أجواء ألف ليلة وليلة هي الأكثر انتشارا من بين الأعمال العربية ففيها تتنفس سحر الشرق وجماله, ولكني لا أنكر أن هناك الكثير من الأعمال المسرحية والأدبية العربية لم نطلع عليها ولا أدري على من ألقي باللائمة! على الأعلام العربي أم السويدي أم المترجمون أم دور النشر أم نحن الذين نتبنى المشروع المسرحي , فتقديم عملين في آن واحد لموضوع واحد هو (ألف ليلة وليلة) هذا يعني وجود اهتمام عالي من قبل الجمهور المتلقي أولا وأصحاب المشروع الثقافي ثانيا, وبالتالي فأن الأدب العربي والثقافة العربية مطلوبة أيضا.
* وما هي انطباعات الجمهور السويدي والعربي عن أماسيكم وما هو أهم رأي وصلك حتى الآن؟
الجمهور السويدي بدأ يتفاعل معها ويطلبها باستمرار بدليل أننا قدمناها عشر مرات حتى الآن وأجمل رأي وصلني هو دموع صديقتي التي إنهمرت بعد مشاهدتها لأحدى العروض التي قدمناها مؤخرا, كما كتب عنا أحد النقاد السويديون في إحدى الصحف الصادرة هنا، قائلا (الفن السويدي والأدب العربي يجتمعان ليصبحا شيئا واحدا). كما أن بعض الجمهور صرّح لي بأن اللغة العربية بدت أجمل الآن بعد تقديمنا المشترك, وكذلك بعض المشاهدين العرب قالوا الشيء نفسه, ويبدو أننا نجحنا في خلق نوع من التقارب الحضاري بين الجمهورين العربي والسويدي بالإضافة إلى الجاليات الأخرى, ولذلك توسعت دائرة العرض لتشمل باقي المدن السويدية فقد قدمنا بالإضافة إلى مدينة مالمو أمسية في مدينة لوند الجامعية وعلى المسرح الرئيسي في مدينة هلسنبوري وسنقدمها قريبا في مدينة فسترفيك وأتوقع أن نقدمها في مدن أخرى.
 
البحث Google Custom Search