أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
"تأبط منفى" عدنان الصائغ
بين آلام الوطن الجريح.. وآلام المنافي

تقديم: خالد شويش القطان

الشاعر العراقي عدنان الصائغ شاعر له حضوره المتميز عربياً وعالمياً, إذ أنه نال جوائز عالمية في الشعر وترجمت قصائده إلى عدة لغات عالمية حية, وحضر الكثير من المهرجانات واللقاءات الأدبية والثقافية العربية والعالمية, وأصدر عدة مجاميع شعرية, حيث استطاع الشاعر الصائغ أن يرسخ تجربته الشعرية عبر تواصله الدؤوب في مسيرته الشعرية, التي أنتجت نصوصاً غاية في الابداع وهي تنبض بالصور المتلاحقة, وبلغة متمكنة ذات شفافية تلامس وجدان القاريء
وعند قراءتنا لمجموعته الشعرية التي صدرت مؤخراً في السويد – مالمو "تأبط منفى" يسحرنا الشاعر عدنان الصائغ بالتقاطاته المتقنة التي يصور فيها أدق تصوير حالة الوطن الممزق بين رحى الحروب الخارجية وتسلط النظام الحاكم في بغداد على رقاب أفراد الشعب في الداخل, مما يدفع بالكثير إلى الهروب خارج أسوار الوطن, لتبدأ رحلة الاغتراب والعذاب, واصفاً لنا حال العراقيين في الخارج والتنقل من منفى إلى آخر, إذ يتأبط كل واحد منا منفاه, وما ينتجه هذا المنفى من آلام وأحزان تمتد إلى ما لا نهاية.

"أضع يدي على خريطة العالم
وأحلم بالشوارع التي سأجوبها بقدمي الحافيتين
والخصور التي سأطوقها بذراعي في الحدائق العامة
والمكتبات التي سأستعير منها الكتب ولن أعيدها
منتشياً بالمطر والكركرات
حتى أراهم فجأة أمامي
فأرفع إصبعي عن الخارطة خائفاً
وأنام ممتلئاً بالقهر"
16/7/1999 حديقة الهايد بارك - لندن
الورقة الخامسة من قصيدة "أوراق من سيرة تأبط منفى" ص113.

لقد تناول الصائغ في قصائده والتي جاءت معظمها قصائد قصيرة, الوضع المأساوي داخل العراق, بألم وأسى, إذ يصور لنا ممارسات الأجهزة القمعية اللامشروعة للنظام الحاكم وأساليبها المرعبة في مطاردة أبناء الشعب, وخنق الأصوات المطالبة بالحرية, وحرية التعبير عن الرأي:

"في وطني
يجمعني الخوف ويقسمني
رجلاً يكتب
والآخر خلف ستائر نافذتي
يرقبني"
قصيدة "شيزوفينيا" ص8

نحاول هنا تقديم بعض قصائد هذه المجموعة بشكل موجز دون توسع وهو عرض للمجموعة يتيح للقارسء والمتابع العربي, التعرف ولو بشكل بسيط على آخر اصدارات الشاعر العراقي عدنان الصائغ, المقيم منذ عدة سنوات في منفاه في مدينة مالمو السويدية, ودفع ثمن اغترابه اعتلال عينيه الذي كاد أن يودي ببصره, لولا إجراء عملية جراحية لهما مؤخراً.
كما تحمل بعض القصائد القصيرة للمجموعة تجسيداً لمعاناة الشاعر الذاتية اليومية في منفاه برمزية واضحة مفهومة, وتتصف أغلب هذه القصائد بعدم الإغراق في الرمزية, والتي ربما تجرف القاريء إلى متاهات هو في غنى عنها, وهذه ميزة محمودة تسجل للشاعر, كما أن معاناة الشاعر هي معاناة معظم العراقيين المنفيين في أصقاع متفرقة من أرجاء المعمورة:

"بعد قليل../ أمر
أدفع الحياة أمامي كعربة فارغة
وأهتف: أيها العابرون/ احذروا
أن تصطدموا بأحلامي"
قصيدة "عربات" ص57

هذه هي حياتنا وأحلامنا صيرها طغاة الأرض إلى عربات ندفعها فارغة خاوية, وأن لم تكن كذلك فهي محملة بالمآسي والأحزان.
تحتوي مجموعة "تأبط منفى" على إحدى وسبعين قصيدة معظمها قصيرة جداً منها (رقعة وطن, اتهام, الحلاج, حكاية وطن, أحزاب, نقود الله, أشباح, وجبة, الاسكافي الكهل, فضول, عقدة, نصوص رأس السنة, بيادق, الاله المهيب, أنا وهولاكو) وغيرها من القصائد الأخرى, وجاء في نهاية المجموعة قصائد لشعراء آخرين وهي مهداة إلى الشاعر عدنان الصائغ وهي"اكتشاف للشاعر الكبير الراحل عبد الوهاب البياتي, وبطاقة للقرن الجديد للشاعر د. عبد العزيز المقالح, وهكذا للشاعر علي الدميني, وإلى تأبط منفى عدنان الصائغ للشاعر عبد الرزاق الربيعي, وثلاث قصائد للشاعرة السويدية ماريا ليندبيرغ".
جاءت المجموعة "تأبط منفى" بـ (155) صفحة من القطع المتوسط.

الكتاب: المجموعة الشعرية "تأبط منفى" ط1 – 2000
الكاتب: الشاعر العراقي عدنان الصائغ – مقيم في السويد
اصدار: دار المنفى – السويد
توزيع: دار الكنوز الأدبية – بيروت
تصميم: مثنى ومهند الصائغ
صورة الغلاف: فوتوغراف الفنان العراقي فؤاد شاكر


(*) صحيفة "الاتجاه الآخر" - دمشق - ع30 في 5/9/2001 ص ثقافة
 
البحث Google Custom Search