على حينِ غفلةٍ من وقتي..قررت إجراء حوار مع شخصيةٍ أدبيه....ولكن السؤال عندي مَن يا ترى سيكون ضيف حواري.... وعلى حينِ غفلةٍ من ذاتي خطر على بالي اسمٌ لمع في سماء الشعر فألمعه... ولكن كيف السبيل اليه... فتحتُ كومبيوتري ودون استئذانٍ كتبت (عدنان الصائغ) واذا بها عمليةٌ سهله فتحت بريدي ودون استئذنٍ ضغطتُ على كوّن رسالة ووجدت نفسي تخط كلماتها دون استئذانٍ ايضاً وكانت فرحتي الكبرى حين وصلني الرد هي رحلة ( من عمري تكوّر لي زمانه) كما قال شاعري الكبير بدر شاكر السياب إذن هناك حوار ومحاوَر وبما أن ضيفي مميز لابد من وجود اسئلةٍ مميزه وهنا.... هجمت عليّ الأسئلةُ من كل صوبٍ وحدب... لا أعرف مداها.... بل كنت أجهل كنهها..... كلُّها تتبارى للوقوف بين أناملي التي كانت تحوك خيوط الأسئلة..... إنتظرتُ للحظات... لملمتُ أوراقي المبعثرة... حاولتُ جاهدةً جمع ما تبقى من ذاكرتي... مسكتُ قلماً أخرَسَّ لزمنٍ طويل عن إجراء اللقاءات الصحفية أو (الأدبية) .... لَملَمَ ما تبعثرَ منهُ ثمّ خط اسئلةً أستطيعُ تقسيمها إلى قسمين: القسم الاول وهو الأسئلة التقليديه( الروتينية) والقسم الثاني: هو الأسئلة الفوضوية التي لا أعرف من أين جاءت، بل لا تعرف هي فنُّ التعبير عن نفسها
القسم الأول الأسئلة التقليدية
مَن هو عدنان الصائغ؟
- رجل في كتاب، كما قلت في قصيدتي "بريد القنابل"، أو غيمة في بنطلون كما وصف مايكوفسكي نفسه، أو "محراثُهُ اليراعُ وحقولهُ الورقُ" كما وصفني الشاعر حسب الشيخ جعفر في تقديمه لديواني "غيمة الصمغ"...
كيف اكتشفت الشاعر في عدنان الأنسان؟
- مرة رأيته طفلاً جنب سرير أبيه المعلول في مستشفى الكوفة يدوّن دموعه الخضراء على الشرف الأبيض، ومرة رأيته جندياً راكضاً بين حقول الألغام يطارد نصه – حلمه المستحيل، ومرة رأيته عاشقاً ينتظر محبوبته الفارعة القامة تحت نصب الحرية، ومرة رأيته هائماً في أصقاع المنفى، متأبطاً نشيده وحنينه الملتاع..
هل هناك شاعرا بعينه ترك أثرا في حياة الصائغ حتى تمنى لو كان هو او مثله؟
- كثيرون هم الشعراء الذين حفروا عميقاً في وجداني وذاكرتي.. وكثيرون هم الشعراء الذين تمنيت لو كنتهم في يوم ما وما أزال... أذكر منهم دعبل بن علي الخزاعي وهو يحمل خشبته على كتفه يبحث عمن يصلبه عليها.. المتنبي وهو يجوب فيافي القصيدة بعباءة من ريح وجواد من قلق وهو ينشد:
"على قلقٍ كأن الريح تحتي
أوجهها جنوباً أو شكالاً"..
سان جون بيرس وهو يردد :"ضيقة هي المراكب".. رامبو في "فصل في الجحيم".. كافافي وهو يبحث عن ايثاكاه... السياب غريباً على الخليج.. أدونيس في "الكتاب".. البياتي في "البحر بعيد أسمعه يتنهد".. حافظ الشيرازي، لوركا، أراغون، الشريف الرضي، أبا تمام، أبا نؤاس، الجواهري، سركون بولص.. و.. و.... الخ السمفونيات الرائعة..
ما هو ردك على من يدعي أن الشعر الحر أو النثر هو دخيل على القصيدة الشعرية كما أنه أفسد ذوق السامع؟
- لا رد لي سوى أن أفتح له كتاب الماغوط أو أنسي الحاج من جهة قصيدة النثر، ليرى دهشة الشعر في أجمل صورها وبهائها ولذعتها.
وافتح بين يديه نصوص السياب أو فاضل العزاوي من جهة القصيدة الحرة ليلمس وهج الشعر ونبض ايقاعه المنساب بتنوعه وانسراحاته الجميلة..
أما ذوق السامع فلن تفسده أو تخدشه سوى القصيدة الرديئة، بأي شكل كتبت وعلى أي بحر كانت.. ذلك أن النص المبدع والمثير يفرضه شكله وايقاعه وسحره على السامع سواء كتبه الشاعر عمودياً أو حراً أو نثراً أو نصاً مفتوحاً أو أي شكل آخر..
كيف تنظر إلى شعراء اليوم وخاصةً ما يسمون بشعراء المهجر, وهل تعتقد أن الشعر ما زال بخير؟
- شعر المنفى أو المهجر، هو تنويع أو رافد آخر من تنويعات القصيدة، يحمل مناخاتها ورؤاها لكنه يحمل من جانب آخر حريته وسعة تعبيره باعتباره خارج سلطة الرقابة الرسمية التي هاجر أو نفي من بلاده بسببها... فهو نص مشروط بالحرية والتحدي والتمرد.. وهو إلى جانب هذا مشبع بالحنين إلى أهله ووطنه وذكرياته ومرابع صباه..
وجمال القصيدة وابداعها لا يأتي من حالة نفيها أو وضع صاحبها، بقدر ما يتأتاها من امتلاكها مقومات نجاحها وأدواتها واسرارها الفنية.
وهنا لا يكون المنفى (ولا الوطن أيضاً ولا أي قضية أخرى) امتيازاً أو واسطة مرو لقصيدة رديئة، لا تملك مقوماتها الابداعية..
كيف يستطيع الأنسان اكتشاف موهبة الكتابة او موهبة الشعر؟
- بالحساسية المفرطة للكلمات... بالدهشة ازاء الأشياء والعالم... بالقدرة على التقاط المفردات الحسية والخلجات الخفية والعابرة... بالرعشة أمام الجمال... بالتماهي مع النغم واللون والحرف والصعود إلى سرمدية الوجود.... بالأحاسيس العميقة أمام المشاعر الانسانية.. وغير ذلك الكثير الكثير..
ما هي أفضل طريقة لتعلّم كتابة النثر أو الشعر الحر؟
- أفضل طريقة هي أن تصغي لروحك بعمق..
وأن تقرأي بانفتاح..
وأن تعيشي التجربة باتساعها
وأن تحلمي، وتكتبي أحلامك بجرأة
هل ما زالت الدول العربية مهتمة بالشعر والشعراء؟
- على مستوى الشارع والنخب المثقفة، نعم هناك اهتمام جدي بالشعر لكن بشكل متفاوت هنا وهناك....
أما على مستوى الحكومات العربية فلا أرى ثمة اهتمام حقيقي باستثناء اهتمامها بالشعر الرسمي وبجوقات المطبلين في كرنفالات احتفالاتها.
ما حجم السياسة في شعرك؟ وهل فكرت أن تتخذ منحىً مشابهاً لمنهج الشاعر الكبير أحمد مطر؟
- لم أشأ أن أفسح للسياسة مكاناً في تجربتي الشعرية، فمنذ تفتح وعي على الكتابة كنت أنفر من أي تكتل سياسي أو ديني أو طائفي أو شللي، مؤمناً أن الله أعظم من الدين وأن الوطن أوسع من السياسة وأن القصيدة أجمل وأبهى من أي اتحاد أدبي..
لكن وأنا أعيش هذا الواقع المزري الذي خيم على وطني لأكثر من ثلاثة عقود، وجدتني أحمل صليبي وقلمي، لأجابه جيوش الظلام، ووجدت مفردات التحدي والألم تلون كل سطوري وأوراقي وحياتي..
ما هي مشاريعك الحالية وبماذا تفكر مستقبلاً؟
- أفكر أن أجمع نصوصي الشعرية والنثرية المتناثرة في رفوفي وأدراجي ورأسي..لاتفرغ كلياً لعملي الجديد وهو نص طويل مفتوح، أسميته "نرد النص"، أرى أنه سيكون نص العمر...
هل فكرت في تأسيس مدرسة شعرية في العراق أو حيث تقيم؟
- لا أؤمن بالمدرسة الشعرية الجماعية، وأرى أن الشاعرالمبدع لوحده، هو بحد ذاته، مدرسة مفتوحة للتعلم والتعليم، للتأثر والتأثير، للتجدد والتأصيل.. وعلى هذا كنت أفر دائماً من أي تجمع أدبي أو شعري يريد أن يلجمني ويحد من حركتي وتمردي وجنوني...
أعتقد أنني أكتفي بهذا القدر من الأسئلة التقليدية وأدخل في القسم الثاني
الأسئله الفوضوية:
ما هي الأجواء التي تولد بها قصيدة الصائغ؟ او قل كيف تولد القصيده لدى عدنان الصائغ؟
- لا أجواء محددة عندي ولا مناخ معين لولادة قصيدتي.. فهي تأتي كعاشقة متمنعة ومتمردة معاً، وفي الوقت الذي تحب..
قد تأتيني في الباص أو في صخب المقهى، وقد تزورني في سكنات اليل تطرق بابي بأناملها العسجدية وتدخل، لتتركني ساهراً معها إلى ساعات الفجر.. قد تمنحني شيئاً، وقد تغادر في الصباح دون أن تمكنني منها ودون أن تترك شيئاً على سريري وطاولتي..
"كلَّ زفيرٍ يذكرني كم من الأشياء عليَّ أن أطردها من حياتي!.." ما الذي يعنيه قولك تحديداً، بل ما هي الأشياء التي يمكن للشاعر أن يطردها من حياته... هل هو الروتين؟ هل هو الوطن؟ هل هي العادات والتقاليد الشرقية التي تحدد الشاعر أحياناً؟ أم هو الشعرُ نفسه؟ أم أن هناك شيئاً غامضاً لا نعرفه؟
- ليس هذا، أو هو كل هذا، أو ربما هو شيء آخر لم تذكريه في سؤالك، ولم أذكره في نصي.. لا لشيء أنما لأننا لا نراه ولا ندريه الآن.. لكننا في كل زفير يمكننا أن نتلمسه ونحسه ونحدده.. ونرى – بعد ذلك - كم من الزفير نحتاج أن نخرجه من رئاتنا ووأحلامنا وحياتنا؟
بعد ما حققته أشعارك من صدى. أين تجد نفسك في هذه المرحله الزمنية من التاريخ؟
- أجدني راكظاً في السطر الأول، من كتاب الزمن، أحاول الوصول إلى... إلى....
إلى اللاشيء...
بأقل قدر من الخسارات..
يقول الشاعر
إقامات الغريب بكلِّ أرضٍ كبنيانِ القصورِ على الرياحِ
بهبِّ الريحِ تُنهدَمُ البنايا لقد عزم الغريبُ على الرواحِ
ما مدى صحة هذا الشعر في حياتك؟
- حياتنا رحيل دائم إلى ايثاكا.. ايثاكا التي لن نصلها وكل هذا السطور والتأوهات والذكريات والخسارات، أنما هي تنويع على الأيام أو المراكب. نسعى من خلالهما للوصول إلى المستحيل.. وما الشعر إلا أرخبيلات متنوعة لهذه الرحلة الأبدية العابثة المثقلة بصخرة سيزيف..
ما الذي أضافته الغربه الى شخصية عدنان الأنسان + عدنان الشاعر؟
- ولدتُ غريباً في وطني، أحاول أن أوسس لي في النص مملكة للحرية والحب وللجمال.. وقد عذبني هذا الاحساس بالاغتراب داخل وطني، أكثر مما عذبني وأنا أشد رحالي بعيداً عنه..
مقولةٌ لا أعرف مدى صحتها أن الشاعر يناقض نفسه. سؤالي كيف يتعامل عدنان الشاعر مع عدنان الأنسان؟
- لا تناقض ولا اختلاف بين الشاعر والإنسان الذي فيَّ، بمعنى أنني أعيشهما معاً.. وهذا سر قلقي وعذابي الذي لا حد له.. فأنت تجدينني على سطح الورق كما أنا على سطح الحياة، حالماً ومشاكساً وفوضوياً..
ما أصعبُ موقفٍ مرَّ بك عجز قلمك ولسانك فيه؟
- ذات يوم من أيام انتفاضة آذار 1991، وبعد هجوم الحرس الجمهوري على المنطقة التي اختبئنا فيها في منطقة المحاجير جنوب الكوفة، وجدتني مشلول اللسان، زائغ العينين بين ستة مشاهد انفتحت أمامي كلها دفعة واحدة: القذائف التي تساقطت علينا كالمطر... والحرائق التي اندلعت بقوة من بستان قريب منا... وسقوط أبني الصغير في بالوعة البيت من شدة الارتباك وانقاذه باعجوبة... وهويتي التي تشير إلى أنني جندي فار من الجبهة... والجنود الذين اصطفوا ببنادقهم المزمجرة أمام البيت... وأمي التي رأيتها ترتجف أمامهم كسعفة..!!
المتابع لشعر الصائغ يجد المشانق والخطى الملتويه والمنافي والوطن قد يتهمك البعض بالغلو في كلامك عن المأساة التي عانيتها في حين أن غربتك عن وطنك لم تتجاوز العشر سنين مع وجود شعراء أقدم غربة منك لا نلمس هذا النوع في أشعارهم؟
- قسوة التجربة لا تقاس بالسنين وحدها، مثلما الإبداع لا يقاس بكمية الألم لوحده. فالحزن والحب والفرح والغربة وغير ذلك من المشاعر الإنسانية تمر بنا جميعاً كبشر وكمبدعين، لكن ليس بالضرورة أن يتمكن الجميع من تطويعها وصهرها واستلهامها والتعبير عنها بالقدر والإبداع والقوة نفسها، كما أن ليس بالضرورة أن الأكثر ألماً أو غربة هو الأكثر ابداعاً أو تجاوزاً... ذلك أن للابداع شروطه الفنية المتعددة والشاسعة والخفية..
تقول في إحدى تكويناتك ( الرُّبان المتردد يجد كل الرياح غير مؤآتية للأقلاع) ما هو حجم التردد لدى رباننا؟
- بالنسبة لي لا أعتبره تردداً بقدر ما أراه قلقاً وجودياً.. يفرش ترددات ظلاله على تجربة الكاتب الانسانية والابداعية.. وهذا الأمر عاشه وعاناه المبدعون منذ فجر البشرية وحتى اليوم..
قرأت لك مقالاً في تعلم كتابة الشعر الحر تقول ما معناه ضع قصاصات ورق واكتب ما تشاء وبعدها ادر القصاصات واعبث بها قليلاً حتى تستقر على القصيدة المطلوبة. هل هي دعوه للفوضى؟ أم هي دعوه لأبداعٍ من نوعٍ خاص؟
- لا هذا ولا ذاك، بل كانت مجرد مداعبة لبعض أدعياء قصيدة النثر.. الذين يتصورونها لعبة حروفية ليس فيها روح ولا معنى ولا تجاوز..
وقد اردت من خلال ذلك أن أبين لهم:
أن بين ما يسطرونه اليوم من كلام فج، وبين قصيدة النثر آلاف وآلاف الأميال والسهوب والأرخبيلات المدهشة..
ما لونك المفضل؟
- لون البحر أو السماء، بتدرجاته اللونية الزرقاء.
قصيدتك المفضله؟
- لم تُكتب بعد!!
هل فكرت في انشاء موقع يحوي أشعارك بصوتك؟
- كثيراً ما يسائلني الأصدقاء عن ذلك، ورغم كثرة قراءاتي في عدد من المهرجانات والأمسيات الشعرية إلا أنني لم أسجلها أو أطلبها من أحد.. وسأفعل ذلك في وقت قريب انشاء الله..
للحزن نافذةٌ في القلب سيدتي
وللمساءات ...اشعارٌ ومصباحُ
معتقٌ خمرُ حزني......أيشربهُ
قلبي, وفي كل جرحٍ منه أقداحُ
تسافرُ الريحُ - ويلي - في ظفائرها
ومَن يطاردُ ريحاً كيف يرتاحُ
هل هي حجم مأساتك؟ أم هي خلاصة حياتك في هذه السطور؟
- ربما تجدين في هذه القصيدة - التي كتبتها في بداياتي الشعرية، أي قبل حوالي ربع قرن - شيئاً من هذا الحلم المستحيل الذي يظل يشدنا إلى الأبد.
السؤال ما قبل الاخير
ماذا تعني لك هذه الكلمات:
* وطن؟ - قصيدة تعذبني دائماً
* غربة؟- جناح سنونوة عالق على أحد الأسلاك الشائكة، قريباً من حدود الوطن أو الروح..
* كلمة؟- لغم أو وردة أو مرآة أو غيمة
* واخيراً قلم:- أتذكر قصيدة لي ضمها ديواني"أغيات على جسر الكوفة":
"قلمٌ
مرَّ على ورقةْ
مرّ وما سلّمَ،
ما أحنى لمفاتنها عنقهْ
لمْ يعرفْ ما بين حناياها القلقةْ
من شوقٍ أخّاذٍ
للحبِّ،
ولمْ تفهمْ نزقهْ
كغريبين، معاً،
مرّا...
وافترقا...
رجلاً يتسكّعُ
وامرأةً محترقةْ"
أخيراً هل هناك سر لا يعلم به أحد تخصُّ أنهارك بذكره؟
- السر هو ما سيكشف عنه "عبود" بطل قصيدتي – مسرحيتي "الهذيانات" بعد أن أخرجوه من إحدى المقابر الجماعية.
وقد استلهمت مادتي تلك من ملف أمني عثر عليه أحدهم في أقبية مديرية أمن النجف.. هذا الملف سجل فيه أحد المخبرين الرسميين كل حركاتي وسكناتي طيلة وجودي خارج الوطن، وهو يتعقبني من منفى إلى منفى ومن قصيدة إلى قصيدة..
وآخر ما أقول هو تقديم شكري الجميل لكم على اعطائي هذه الفرصه للتعرف عليكم عن قرب مع خالص امنياتي بالتوفيق لكم
كلمة أخيرة لعشاق الشعر..؟
- اعتصموا بحبل الشعر جميعاً ولا تفرقوا..
فلا عاصم من طوفان الحزنِ الممتدِ سوى جبل الشعر..
(*) نشر في مجلة أنهآر - العدد 43 مارس 2004 وفي موقع "مدينة.. على هدب طفل" 26/8/2004