أخبار
 
بيلوغرافيا
سيرة قلمية
نصوص
اصدارات
شهادات في التجربة
أقواس قزح
دراسات
مقابلات
مقالات
صور
سجل الضيوف
العنوان
مواقع اخرى
صوت
فديو
 
 
حوار عبر الأثير مع عدنان الصائع

حاورة: أسعد الهلالي
– صنعاء -

  • اعتصرتك الشوارع.. أم تراك اعتصرتها؟

  • - نعم يا صديقي عصرتني الشوارع وجعاً وكلمات، وتمخضت عنها هذه التجارب التي هي كتاب مفتوح أستقي منه نصوصي.
    نعم، ما زالتْ ممسكة بتلابيبي ومازلتُ ممسكاً بأرصفتها.
    لا تتركني استريح على مقعد ساهم أو حالم، على البحر. ولن أتركها.
    ها أنا أبحث في أرصفتها عن أعقاب الذكرى وفتات الأحاديث. وأفتش في رماد الخيبات ونثيث الغياب عن ألق الحياة السرمدي وسحره الغرائبي تعويضاً عن الفقدان أو الحرمان الذي عشناه في كل أزماننا.

  • " لا أبصر إلاّ نفسي باباً / أفتحه / أدخل / لاشيء سوى باب آخر".. أتراها دائرة مغلقة من أبواب يفضي أحدها إلى الآخر؟ أتراها دوامة؟ هل هناك باب يخترقها بصيص ضوء يدلك إلى فضاء؟..

  • - هذه الدوامة هي أقرب إلى المتاهة التي شكلها الفنان البروفسور أوسكار ريوترسفارد Oscar Reutersvard شعاراً لمهرجان أيام الشعر العالمي الثاني عشر عام 1998  ووجدنا أنفسنا نحن الشعراء ندور في متاهاتها. منعطفٌ يفضي بنا إلى منعطفٍ آخر، ونحن ندور وندور حتى أدركنا العياء.
    ووجدت نفسي مرة أخرى في قاعة المرايا المتقابلة، في مسرح هيب، أثناء تكريم الشاعر السويدي توماس ترانسترومر، أتكرر في المرايا المتقابلة، ومعي يتكرر الآخرون بشكلٍ لافت. المرايا ثابتة والأشكال تتكرر.
    لكنني، مرة ثالثة، في قصيدة "أبواب" وجدت نفسي أتحرك، والأبواب تنفتح وتنغلق عن أبواب وأبواب. كأني أرى الحياة نفسها، أمامي، تنفتح وتنغلق إلى ما لانهاية. فتخيلت النفس البشرية هي الأبواب التي تنفتح وتنغلق وأنا حائر أين أجدني في اصطفاق الأبواب وتكرارها.

  • هل ترى ( الغياب ) مفردة أضيفت إلى قاموسنا؟

  • - بل هي مفردة تفترش حياتنا منذ الأزل، منذ بحث كلكامش وسؤاله المرير لسيدة الحانة، منذ رحلة عوليسيس إلى ايثاتا، منذ حمل دعبل بن علي الخزاعي صليبه باحثاً في شوارع بغداد عمن يصلبه عليه، منذ موت السياب غريباً معتلاً في مستشفى الكويت الأميري، منذ هجرة الجواهري والبياتي والحيدري والعزاوي غرباء في شتات الغربة ومدنها الموحشة.
    هذا الغياب المر الذي غيب الكثير من أيامنا في بطون الخنادق، والكثير من أحلامنا في أصقاع المنافي، ما زال يفتح شهيته كل يوم ، فاتحاً فكيه لنا ولأجيالنا القادمة.
    فأنت لا تقرأ نصاً لمبدع في الداخل أو الخارج إلا وترى فيه ملامح هذه المفردات واضحة بمستويات مختلفة.
    وإذا كنا نتناول هذه المفردة بحذر في نصوصنا في الداخل، نتيجة انفتاح عيون الرقيب على كل نأمة، فأننا خارج حدود سلطته ومقصاته وجدنا أمامنا الحرية في التعبير عن تلك المرارات والغيابابات المتواصلة بعفوية وحرقة وندم.

  • ما حدود القصيدة لدى الصائغ ؟  

  • - لا حدود مرئية لنهايات القصيدة، أنها كالبحر المنسرح أمام عينيك إلى ما لا نهاية. هناك حيث الغموض، والدهشة والأصداف والمرجان. تلك التخوم المجهولة البعيدة، أتخيلها أرخبيلات سابحة في سديم المعنى، عبثاً يحاول الشاعر أو القارئ أن يمسكها أو يصل إليها، وفي ذلك جمال القصيدة، ولذعتها ولذتها معاً. فالنهايات المحدودة كثير ما تصيبك بالملل، لكن المجاهيل هي التي تفتح أمام مخيلتك عالماً من الاستكشافات والتوقعات والدهشة.
    لا حدود عندي للقصيدة إذن..
    هي تأخذني إلى أقاليمها وأقانيمها، وأنا مستسلم بكل عذوبة العاشق وهو يرخي زمامه لحبيبته الفارعة، تمضي به في دروب فتنتها وفي ذلك لذة العشق ولوعته.

     
    البحث Google Custom Search