السيدة..
أقولُ لقلبي: تمهلْ اذا ما مررتَ بشباكها متعباً، كالشوارعِ في الليلِ مرتعشاً، كالقناديلِ في حانةِ الساعةِ الواحدةْ أقولُ: لعلَّ الستائرَ، تلك الموشاةَ بالياسمينْ تبوحُ ببعضِ الحديثِ لعلَّ النوافذَ، تحكي لسيدتي عن هواي الدفينْ فما زالَ قلبي بكلِّ المواقدِ - حيث الأحاديثُ - مشتعلاً بالعذاباتِ مازالَ دمعُ النجومِ.. وراء الزجاجِ الشفيفِ يطرّزُ جفني، وعشبَ الحديقةْ وما زالَ خلفَ الستائرِ شيءٌ يُقالْ أقولُ: أتذكرُ – خطوي المضيّعَ – تلكَ الشوارعُ إمّا انتهيتُ إلى حانةٍ – بعد منتصفِ الليلِ – موصدةٍ أو إلى بابِ سيدتي فلقد أتعبتني الشوارعُ.. حتى أنتهيتُ لقلبي ولقد أتعبتني القصائدُ.. حتى مضيتُ أفتّشُ عن حانةٍ لا تملُّ جنوني أقولُ: لعلّي.. سأبصرها – ذاتَ يومٍ - بضحكتها العابثة... - صدفةً - ... في طريقِ القصيدة .......... .......... ولكنني إذْ أمرُّ – بكلِّ مساءٍ – سأبصرُ، مصباحها مطفأً والزهورَ – على البابِ – ذابلةً سحقتها خطى العابرين وأبصرُ قلبي... وحيداً.. كما كان محترقاً، قربَ شباكها الموصدِ..
6/2/1983 في الطريق إلى بغداد
|