كنتُ أبصرهُ..
هائماً.. في الحدائقِ
يبحثُ عن زهرةٍ.. أو كتابْ
يشاطرهُ الليلَ.. والنجمةَ الساهرةْ
وفي الشرفةِ المستحمّةِ تحت ضياءِ القمرْ
كان يرسمُ لوحاتهِ..
عن طفولتهِ
وعيونِ التي……!!
وطيورِ الحباري.. تحلّقُ زاهيةً
في سماواتِ قريتهِ الوادعةْ
يشربُ الشايَ.. في عجلٍ
ويغادرنا…
نحو "بابِ المعظّمِ"
حيثُ الشوارعُ.. مفروشةٌ بالندى
والوجوه الأليفة..
والذكرياتْ
يفتّشُ بين الزحامِ الطويل
عن عيونِ التي……!!
يتطلعُ في "النصبِ"
في دهشةٍ
… كلما مرَّ.. من تحتهِ
ثم يمضي.. إلى شغلهِ..
نحيلاً..
سريعَ الخطى..
.. مفعماً بالصباحْ
*
كنت أبصرهُ..
خلفَ واجهةِ المكتبةْ
ساهماً..
غارقاً.. في تصفّحِ بعض العناوين
.. ملتصقاً بالرفوفْ
وحين يراني..
يبادلني الإبتسامةَ
نخرجُ من شارعِ "المتنبي"
ونمضي معاً..
نتحدثُ عن ذكرياتِ الطفولةِ
والجسرِ
.. عن آخرِ الكتبِ الصادرةْ
نحيّي "الرصافي"
ونمضي..
نمشطُ – في الأمسياتِ –
شوارعَ بغداد…!
تحت رذاذِ المطرْ
......
.....
..